مشاعر
الجزء الثانى
بقلم: نجلاء محجوب
أنا من أصول ريفية وكنت أنوي أن أرتبط بواحدة من بنات عمي لأننا تربينا مَعًا وطباعنا متشابهة إلى حدٍ كبير، ولكن حدث شَيْءٌ لم يكن في الحسبان، هو انجذابي لفنانة تشكيلية وتحول مشاعري من الإعجاب إلى مشاعر الحب، وخلاصة قصتي معها أنني كنت أتصفح ذات يومٍ على الفيس، ولفتت انتباهي صفحتها، كانت رسوماتها في غاية الروعة، حَقًا إنها مبدعة، فبدأت أتابع رسوماتها وأعلق كَثِيرًا إلى أن أصبحنا أصدقاء، يوميًا تعودت أن أتحدث معها، وجذبني اتزان الحديث فهي في أواخر العشرينيات، وأعجبتني شخصيتها الفريدة وانبهرت بها، وتطورت علاقة الصداقة إلى مشاعر الحب، واتفقنا على الزواج، لكنني اكتشفت أن بها صفات لا يمكن تقبلها، أجبرتني أن أفض اتفاقنا وأنقض ما تعاهدنا عليه، فمشاعر الغيرة كانت تسيطر عليها مما جعلها تتتبع تفاعلي وتعليقاتي بشكل دقيق، ثم تنصب محكمة وتقيم استجواب، وأنا كأي رجل لا أحب القيود، وما الذي يجبرني أن أستمر في هذا المرار، فبدأت أبعد شيئًا فشيئًا حتى تشعر أنني قررت أن أنهي ما كان بيننا لكنها لم تستوعب، فصمت وقررت عدم الرد على رسائلها، وانقطع الحديث بيننا، وفي نهاية علاقتي بها بدأت أنجذب لزميلتي في العمل، هى طيببة تعيش مثلي في ألمانيا، ونعمل مَعًا في نفس المكان، شعرت باختلاف كبير بينهما، فزميلتي لا تغير مطلقًا، فشعرت بهدوء في علاقتي بها، ولم أشعر بالذنب لأنني لم أخن وإنما هو تحول المشاعر، وفي فترة وجيزة تزوجنا وأنجبنا طفلنا الأول، لكنها كان العمل من أهم أولوياتها و اهتمامها الأول، وشعرت أنني غير سعيد، لكنني كنت أتحمل من أجل ابننا، وظلت حياتنا هكذا إلى أن تعرض ابننا لوعكة شديدة أودت بحياته فقررت الانفصال، غير أن موقف والدتي كان غَرِيبًا، عندما أخبرتني أنه ربما ما حدث لي كان انتقامًا من الله، لخذلاني حبيبتي الأولى، فكان عَلَىَّ أن أتقي الله في قلب آمنني، وربما يحدث لأخواتي البنات مثل فعلتي بها، وكان عَلِيّ أن أخبرها أن الغيرة الشديدة ستحطم العلاقة بيننا وأصبر عليها، إذ أن هذا كان هو عيبها الوحيد.