أخبار عاجلة

• لا أحد يحتفل الليلة بالعيد

• لا أحد يحتفل الليلة بالعيد

جاسم العبيدي
لم يأت العيد ولكنا جئنا
مذبوحين على ورق الأشجار
في المنفى أضحية للعيد
وفي وطني المبهم مهرا للتابوت
منذورين كما زعموا لولاية هذا السلطان
لكنا لا نملك أسرار النذر
ولا أحلام الشيطان
ترمل هذا البحر
فاندهشت أكتاف النخل
وغاصت قدمي في صحن الأرض
أطرقت لنوح جراحي
مذ كانت حبات الزيتون
تتساقط من أشجار الله على الرمل
كما يهوي الطير من الأعشاش
لا ندري من منا يتشهى النوم على قنبلة موقوته
لا ندري كم نزفت مدن في رحم الأرض
كم مقبرة يحمل هذا التابوت
وكم جسد يتشظى في فرن النار
في العيد
جاءتنا بعض رسائل موتانا
تحمل هذا القدر المرمي على الأكتاف
تتدفق عبر أزقتنا شرفات الحزن
ولأنا لا نعرف زوبعة الخوف
لا نعرف ما يكتنف النائم في هذا القبر
نحن المبتلين بماء المنفى
المنزوعين من الأذقان
المحذوفين على كفن أبيض من ماء الثلج
ترى كيف آختلط الطول بجذر العرض
كيف تقاطعت الطرقات على مدن
لا تعرف معنى الموت
مدن تقتل أحلام العشاق
مدن تقتل من فيها
تلغي ما صاحبها من شوق
تستأثر بالخجل البصري
بفوضاها تحتفل الحرب
فيالك من مدن لا تعرف
كيف تدور اللعنة في موكبها
إذ تختتم الخيبة هذا النص
وينهار زمان الأشرعة الملأى بالخيبة
إذ تنهض نحو قيامتها الآثام

آه لولا هذا الدمع الجاري
الراقد في وجنتك الآن
لتهشم هذا الزمن القادم في حلكة ليلي
لانهارت خضرة تلك الروح
لانحسر البحر إلى الشاطيء
لانهارت أضرحة وتساقط وجع في رحم الأرض
لاندس المارد في قعر الإبريق
وهوى الجني الى الطرقات
يحفر للورد قبورا
ويساوي جثث الأحياء
لتساءل هذا النحس
• من أي الأبواب أتينا
• ماذا خلف فينا هذا الوطن الطافح بالآهات
• ما دون هذا الشاعر من أدب الحرب
لا أحد يحتفل الليلة بالحب
ما آخترنا تأريخا للعشق
وما وزعنا سورا تحمينا من خوف الرعب
تأريخ مذبوح لا ينهض إلا بالسيف
لا أحد يحتفل الليلة بالعيد
هل ثمة ما ينفع
إذ يعوي الشارع
أو يسمع من وجع يتنصت في هذا النص

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …