تقنية الزهرة الثلجية لبناء رواية جيدة (١)
بقلم اشرف عبد الرازق
فيما يلي في هذا المقال ومايليه، سنقدم بحول الله وقوته نبذة مختصرة نسأل الله أن تكون مفيدة للروائيين الشباب في شرح نظرية الزهرة الثلجية لكتابة الرواية (الجيدة) من تأليف أ. راندي انجرمانسون الكاتب الامريكي الذي كتب سبع روايات بهذه الطريقة نالت جوائز رفيعة في مجال الأدب، ثم قر بعد هذا النجاح الكبير في سوق الروايات التي باعت أكثر من ثلاثة ملايين نسخة أن يضع ملخصا لهذه الطريقة يستفيد منه الجميع، سرعان ما أصبح هذا المقال قبلة لكل روائي العالم وترجم هذا المقال لـ26 لغة عالمية، ثم أصبح راندي بعدها أستاذا لشرح هذه النظرية في مئات القاعات والجامعات حول العالم، حتى أصبحت هذه النظرية مطلب كل كاتب روائي.
ولعل صديقي الروائي السعودي خلف بن سرحان القرشي هو صاحب الفضل الأول في نقلها للغة الضاد، وتقديم محاضرات تنويرية عنها، وبفضله تعرفت عليها.
وباختصار شديد يرى راندي أن أمر كتابة الرواية سهل للغاية، لكن كتابة رواية جيدة هو الشيء الأصعب، فعندما تكتب رواية من المؤكد أنك ترغب في تحقيق عدة أهداف من وراء ذلك؛ على سبيل المثال: الشهرة (تقدير الذات)، تحقيق أعلى مبيعات (المال)، والحصول على جوائز عالمية ومحلية (تقدير المجتمع).
ويرى راندي أنه ليس الشخص الوحيد الذي يقدم للناس طريقة لكتابة الرواية الجيدة، إذ ان هناك الكثير من الكتاب والنقاد على استعداد أن يشرحوا كيفية كتابة رواية جيدة، وهناك أكثر من طريقة لكتابة الرواية، وأفضل تلك الطرق هي التي تعمل معك بنجاح، وهو يظن – ليس غرورا وتعاليا – أن طريقته ذات فائدة في هذا المجال، لكنه ينوه منذ البداية إلى أن هذه الطريقة لا تجعل أبدًا من أي شخص كاتب روائي، إذ لابد أن تتوفر موهبة كتابة الرواية اولاً لدى الشخص ليطور بها أدواته الفنية.
يقول راندي كما ذكرت هناك عدة طرق لكتابة الرواية، لذلك فإن أعجبتك طريقتي هذه، كلها أو بعضها، فطبق منها ما يروق لك ويعمل معك، أما إن لم تعجبك أو جعلتك تشعر بالغثيان، فتجاهلها بالمرة وفتش عما يناسبك.
ولعلنا بعد هذه المقدمة قد شوقناك عزيزي القارئ لمعرفة كنه هذه الطريقة، وهي مستمدة من نظرية كرة الثلج، التي كلما تدحرجت التصق بها الثلج أكثر فتكبر وتنمو حتى تصبح كائنا عملاقاً، لكنه حور الفكرة إلى وردة من الثلج تنمو كلما تدحرجت، فأنت يجب عليك أن تبدأ روايتك بعبارة واحدة مركزة لاتزيد عن 15 كلمة، تتدحرج لتتوسع وتصبح خمس فقرات تضيف إليها أحداثًا وشخوص تنمو معهم الرواية حتى تصل إلى ما لايقل عن ٢٠ ألف كلمة.
ويوضح لك راندي بمنتهى الأمانة العلمية أن المادة التي يقدمها في هذا المقال هي لتنظيم وإدارة عملك الفني وليس لخلق الخيال لديك، فأنا لا أملك أن أكسبك الخيال، لأن الخيال هو ضرب من ضروب الإبداع الذي لن يلقنك إياه أحد مهما عظمت قدراته،لكن في نفس الوقت، هذا الخيال لا يحدث تلقائياً، قد يكون موجوداً في داخلك لكنك لم تكتشفه، ولكي تكتشفه يجب عليك أن تقوم بتصميم الخيال، تماماً كأنك مهندس معماري يقوم بتصميم بناء ضخم، هذا البناء يجب أن يكون قوي التحمل وجميل المنظر في نفس الوقت. فالتصميم يوفر عليك كثير من الوقت في كتابة الرواية.
على سبيل المثال والتوضيح أكثر لهذه النظرية يريد منك راندي أن تخصص ساعة من وقتك وأن تستخدم كل ملكاتك الفنية ومواهبك لكتابة جملة مفتاحية لا تزيد عن خمسة عشر كلمة مثلاً: (الكفيف يريد أن يصبح فنانا مشهورا) عليك ككاتب تصميم هذه الجملة كأنك مصمم معماري، لا تقدم كلمة واحدة زائدة، ولا تنقص كلمة واحدة قد تخل بالبناء. فهذا يوفر عليك كثيرا من الوقت، ويجب عليك مراعاة التركيز في كتابة هذه الجملة، فهي التي ستقودك في المراحل التالية، وهي التي ستشجع دور النشر لنشر روايتك، وهي التي تجعل القراء يتهافتون على عملك الإبداعي. وحتى تكتب جملة جيدة عليك مراعاة هذه النصائح:
· يجب أن تكون الجملة قصيرة بحيث لا تتجاوز 15 كلمة.
· لا تكتب أسماء، فمن الأفضل أن تقول: “الكفيف يحاول أن يصبح فنانا”، أفضل من أن تقول: “جين دو يريد ان يصبح فنانا” بعد أن تكتب هذه الفقرة يقدم لك تسع خطوات لتبني من هذه الكلمات المختصرة رواية لا تقل عن ألفي كلمة سنشرحها بالتفصيل في مقالين قادمين.
يتبع،،،