الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.. مشروع قومي لتحقيق التكامل والتواصل بين الجهات الحيوية

في ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية بأهمية توعية طلبة وخريجي الجامعات بالمشروعات القومية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قامت قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكري بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمى والمحافظات لتنفيذ زيارات للعاملين بالجهاز الإداري بالدولة وطلبة الجامعات والمعاهد والمدارس بالإضافة إلى مراكز الشباب والأندية الرياضية، للاطلاع على مكونات مشروع الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة والذى يضم مركز التحكم والتشغيل مركز البيانات والحوسبة ومركز السيطرة بديوان عام محافظة البحر الأحمر.

تعد الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة أول شبكة محمول لاسلكية حكومية وطنية تعمل بتكنولوجيا الجيل الرابع، وهي منفصلة تمامًا عن شبكات الإنترنت وشبكات المحمول الأخرى، مما يجعلها شبكة مؤمّنة بالكامل لتقديم خدمات الاتصالات الحيوية لجميع جهات الطوارئ والمرافق الحيوية في الدولة. وتأتي هذه الشبكة في إطار خطة الدولة لتطوير منظومة الطوارئ والسلامة العامة، حيث تتيح بنية تحتية متكاملة تدعم سرعة تبادل المعلومات بين الجهات المعنية بالأزمات، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

تهدف الشبكة الوطنية إلى تحقيق التكامل والربط بين الجهات الحكومية والخدمية المختلفة، وتوفير خدمات الاتصالات الآمنة للجهات المعنية بالطوارئ والسلامة العامة، بالإضافة إلى تعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة للأزمات والطوارئ من خلال منظومة رقمية متكاملة، مما يسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 نحو التحول الرقمي وتحسين مستوى الخدمات الحكومية. كما أن الشبكة تمثل خطوة مهمة نحو بناء منظومة أمنية حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في مواجهة التحديات والمخاطر المحتملة، مما يدعم خطط التنمية المستدامة ويعزز الاستقرار المجتمعي.

ويمثل الشعار الرسمي للشبكة ثلاثة مواطنين (رجل، امرأة، وطفل) في إشارة إلى دور الشبكة في حماية كافة فئات المجتمع، كما يعكس التواصل والتكامل بين الجهات المختلفة لضمان الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ. ويعبر الشعار عن رؤية الشبكة في توفير بيئة آمنة ومتقدمة تعتمد على أحدث تقنيات الاتصال، لتقديم حلول فعالة في إدارة الطوارئ والأزمات.

أكد الاستاذ محمد رياض، مدير المركز، أن الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة تمثل نقلة نوعية في إدارة الأزمات والطوارئ في مصر، حيث توفر بنية تحتية متطورة تسهم في تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزز من سرعة ودقة الاستجابة للمخاطر المختلفة. كما أوضحت المهندسة نجلاء عفيفى المسئول التقنى أن الشبكة تعتمد على أحدث أنظمة الاتصالات المشفرة لضمان سرية وأمان المعلومات، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في تطوير البنية التحتية للاتصالات في مصر.

من جانبه، أوضح الاستاذ أحمد صادق، مسئول الأزمات، أن المشروع يسهم في تقليل زمن الاستجابة لحالات الطوارئ، كما يتيح منصة رقمية موحدة لمتابعة الأحداث لحظيًا واتخاذ قرارات دقيقة وسريعة بناءً على بيانات موثوقة، مما يرفع من كفاءة إدارة الأزمات ويحقق أعلى معدلات الأمان. وأضاف أن هذه الشبكة تعد من المشروعات القومية التي تعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو استخدام التكنولوجيا في دعم القطاعات الحيوية، وتوفير حلول مبتكرة لضمان السلامة العامة للمواطنين.

تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الدولة نحو تعزيز الأمن والسلامة العامة من خلال التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية لمواكبة التطورات الحديثة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. كما أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا متطورًا لإدارة المخاطر والأزمات بأسلوب علمي يعتمد على أحدث النظم العالمية، مما يضع مصر في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق الأمن الرقمي وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات المستقبلية.