الثوابت الوطنية المصرية باتت جلية للقاصي والداني في موقف مصر من تصريحات ترامب الدعائية حول تهجير أهل غزة والضفة الغربية 

مقال رأي بقلم محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

تصريحات ترامب للصحافة على متن طائرة الرئاسة الأمريكية لا تزيد عن كونها تصريحات دعائية وبالونة إختبار فاشلة للموقف المصري الرسمي تجاه مخطط تهجير أهل غزة خارج أرضه وهو موقف راسخ طوال ٨٠ عاما فضلا عن الشهور الأخيرة وتتضح ثوابت الموقف المصري فيما يلي من نقاط وركائز أساسية :-
. مصر دولة مؤسسات تتبع المنهجية الدبلوماسية والقانونية السليمة في كل شئونها ولا تتدخل في شئون أي دولة أخرى فضلا عن ذلك مصر تسعى لإستثمار كل الفرص الممكنة للتعاون والتنمية دون أن تسمح لأي قوى أو أطراف التدخل في شئونها الداخلية وتحتفظ مصر لنفسها بكامل حقوقها القانونية والعسكرية للحفاظ على أمنها القومي بكل صوره وأشكاله .
. الدبلوماسية المصرية متوازنة تختصر في ردودها ولا تنجرف وراء الرد على الدعاية الاستعراضية أو أي ترويج لإقتراحات واهية وأفكار هدامة من شأنها أن تزيد من حجم الصراع بدلا من إيجاد حلول حقيقية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع .
. مصر لن تسمح بأي اقتراحات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه سواء لمصر أو غير مصر لأن ذلك سوف يجعل شعب فلسطين متعطش للعودة إلى أرضه وهذا سوف يؤدي لإتساع الصراع بدلا من إنهاء الصراع .
. مصر أكثر دولة تحافظ على السلام في الشرق الأوسط وتحافظ على أرواح المدنيين في فلسطين وإسرائيل على حد سواء ولا ينكر ذلك سوى حاقد على مصر ودورها التاريخي والاستراتيجي في حقن دماء المدنيين من كلا الجانبين .
. نحن نمنع أنفسنا بأنفسنا من استخدام بعض أنواع الأسلحة ذات التدمير الشامل والكامل لمساحات شاسعة من الأرض والقاتلة لكافة أشكال الحياة والمدمرة لأي قطعة بحرية أيا كان حجمها ونوعها .
. مصر تحافظ على ثوابتها الدبلوماسية والقانونية تجاه قضية شعب فلسطين العادلة في الحفاظ على حقه في إقامة دولة له على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية .
. مصر تترفع عن الرد على أي مقترحات تقودها العاطفة أو التفسيرات الدينية المتطرفة من أي جانب من جانبي الصراع خاصة عندما تكون تلك الاقتراحات لا تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية للمدنيين وتكون تهدف فقط إلى تصفية القضية الفلسطينية والتعامل مع المدنيين الفلسطينيين بصورة أقل إنسانية من باقي شعوب الأرض .
. مصر تحذر من استخدام شعارات مثل معاداة السامية لتبرير جرائم الحرب التي شنتها حكومة نتنياهو الأخيرة على المدنيين في غزة لأن تبرير الجرائم ضد الإنسانية هو معاداة للإنسانية وشعوب المنطقة العربية هم أحفاد لنبي الله إبراهيم عليه السلام ولم يعاقب أو يأمر الله العرب بمغادرة الشرق الأوسط في أي يوم من الأيام ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تفعل شيء لم يأمر به الله عز وجل .
. مصر تدعو أنصار الصهيونية في العالم أن يتركوا تفسير أقوال الله في التوراة وشروح الحاخامات في التلمود إلى المستقبل فهناك أمور تأويلها حدوثها وليس محاولة صناعة حدوثها بالقوة لأن تشريد الشعب الفلسطيني خارج أرضه وإقامة دولة دينية لليهود على حساب الشعب الفلسطيني لن تؤدي لإستعجال قدوم المسيح وإنما ستؤدي لمزيد من العنف والكراهية والتوترات في الشرق الأوسط فضلا عن أن كثير من رجال الدين اليهودي نفسه ضد إقامة دولة دينية لليهود أو عودة اليهود إلى أرض الميعاد قبل قدوم المسيح بشكل تلقائي غير مصطنع ولكي يكون هناك دور للمسيح في عودة اليهود إلى أرض الميعاد ، لذلك فإن إستمرار أعمال العنف والكراهية ضد العرب لن تعجل بقدوم المسيح بل هي أعمال استعمارية استيطانية شيطانية تتوارى بستار واهي من الدين والدين منها بريء وتهدف تلك الأعمال فقط إلى بيع المزيد من السلاح إلى الشرق الأوسط وإستنزاف ثروات وموارد الشرق الأوسط ليس أكثر.

شاهد أيضاً

يجب أن يكون الكلام في المسموح وبصوت مسموع

بقلم د.محمد عبد العزيز كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية وفقا للإحصاءات الرسمية لعام …