تابع.. فلسفة سبنسر
تطور الحياة
د.عبدالواحد الجاسم
* 4 تطور الحياة
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا :
يعرف سبنسر الحياة بأنها : ( التوفيق بين الكائن الحي وبيئته ، ويتوقف كمالها على هذا التوفيق ) .
توضيح
ان كل كائن حي يحاول أن يتكيف ويتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها لكي يتمكن من الاستمرار بالبقاء حيا
فمثلا بعض الحيوانات التي تسكن بالمناطق الباردة لديها جلد سميك يقيها من البرد ، وبعضها لها جلد يتلون بلون الأرض حتى تحمي نفسها من الاعداء ، وبعضها جسمها معد لاختزان الطعام والماء لكي تواجه الظروف القاسية التي تحصل وهكذا .
ثانيا :
الملائمه بين الكائن الحي وبيئته لا تبلغ درجة الكمال بيوم من الايام لان الكائن الحي يبقى شيئا ضعيفا ويعتريه الموت ولكنه على كل حال سائر في طريق التطور شيئا فشيئا .
ثالثا :
توافق عجيب بين تكاثر الحيوان وبين ما يحيط به من ظروف ، والأصل في التناسل هو تخلص الكائن الحي من زيادة موجودة في حجمه لا تتناسب مع جهازه الهضمي .
توضيح
الكائن الحي له حجم معين لازم يتوقف عنده والا أصبحت المعدة غير قادرة على سد حاجتها من الطعام ، فإذا كان حجم الكائن الحي أكبر من المعتاد يؤثر على حياته لان الغذاء لا يكفيه
فالطبيعة عالجت هذا الموضوع عن طريق التناسل فالزيادة في نمو الكائن الحي تتحول الى جنين وتخرج من جسم الكائن الحي ، وبالتالي تستطيع المعدة اشباع حاجتها من الطعام وبقاء الكائن الحي مستمرا بالحياة .
رابعا :
عدد النسل يتناسب تناسبا عكسيا مع درجة النمو .
كلما كان الكائن كبير الحجم كان نسله قليلا مثل الفيل ، وكلما كان الكائن الحي صغير الحجم كان نسله كثيرا مثل الذبابة .
خامسا :
يتناسب عدد النسل مع مقدرة الحيوان على مواجهة الأخطار ، فإذا كان الحيوان ضعيفا غير قادر على مواجهة الكوارث كان نسله كثيرا لكي يعوض بهذا النسل الكثير عن مايفقده من أفراد ، واما ان كان الحيوان قويا وعنده قدرة على مواجهة الأخطار كان نسله قليلا .
سادسا :
كلما ازدادت مقدرة الكائن الحي العقلية كلما قل نسله ، وكلما قلت مقدرة الكائن الحي العقلية كلما زاد نسله بمعنى ان الإنسان الواعي يكتفي بالقليل ، بينما الإنسان الجاهل يحب زيادة النسل
* 5 تطور العقل
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا :
يرجع سبنسر جميع حقائق الفكر المعقدة والمتشابكة إلى عمليات عصبية بسيطة ، وهذه العمليات العصبية البسيطة يرجعها إلى حركة بين أجزاء المادة البسيطة
يقول
(((الفكر في أصله عبارة عن مادة قد تحركت اجزاءها ، ثم نتج عن هذا التحرك عمليات بسيطة بالاعصاب وبعدها نتج عن هذه العمليات البسيطة بالاعصاب الفكر المتطور والمعقد ))).
ثانيا :
مسيرة العقل في مراحل متعاقبة بالبداية كان يستجيب للصور البسيطة ، وبعدها بدأ يستجيب للصور المعقدة ، كان عنده ذاكرة وخيال فقط ، فتطور إلى الذكاء والعقل وهكذا تطور العقل شيئا فشيئا .
ثالثا :
لايوجد فرق جوهري بين العقل وبين الغريزة ، فكلاهما يعمل على التوفيق بين الظروف الداخلية للكائن الحي وبين الظروف الخارجية ، والفرق بين العقل والغريزة هو فرق في الدرجة فقط .
توضيح
العقل هو الغريزة ولكن بشكلها المتطور والمعقد ، والغريزة هي العقل ولكن بشكله البسيط والبدائي ، فالغريزة وظيفتها تنظيم العلاقات البسيطة بين الكائن الحي وظروفه الخارجية ، بينما وظيفة العقل هي تنظيم العلاقات المعقدة بين الكائن الحي وظروفه الخارجية .
رابعا :
صور الفكر مثل فكرة الزمان والمكان والسببية وغيرها هي طرق غريزية للتفكير
لاتوجد أمور فطرية مع ولادة الإنسان ، وإنما هي أمور اكتسبناها من الخارج ورسخت فينا حتى ظننا انها أمور فطرية وجدت مع مجيئنا إلى الحياة ، وهي في حقيقتها أمور مكتسبة وبمرور الزمان أصبحت جزءا من التراث العقلي للانسان .
* 6 تطور المجتمع
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا :
يعتقد سبنسر ان المجتمع كائن عضوي مثل الإنسان والحيوان ، فللمجتمع أعضاء للتغذية وجهاز للافراز ودورة دموية وتناسل ..الخ .
ثانيا :
المجتمع ينمو كما ينمو الكائن الحي ، وكلما زاد نمو المجتمع زاد تعقيدا ، وكلما تعقد المجتمع أكثر فإن افراده سوف تستقل عن بعضها أكثر .
ثالثا :
حياة المجتمع أطول من حياة الأفراد المكونين له .
المجتمع ككل يكون اطول عمرا من زيد وعمر وغيرهم من أفراد الإنسانية.
رابعا :
يتطور المجتمع من خلال أمرين :
التكون الانحلال ، كالانسان بالضبط ، فالإنسان عندما ينمو ويكبر يكون هذا النمو من خلال انحلال وموت بعض الخلايا وتكون خلايا أخرى ، وكذلك المجتمع فإنه يتطور أيضا بواسطة هذين الأمرين التكون والانحلال .
خامسا :
من الأمثلة على التكون والانحلال التي بالمجتمع تطور الجانب السياسي من الأسرة إلى الدولة ثم إلى الأمم المتحدة ، وتطور الجانب الاقتصادي من الصناعة المنزلية البسيطة إلى نظام الشركات ثم إلى نظام الاحتكار ، وتطور الجانب البشري والسكاني من القرية إلى المدينة وهكذا .
سادسا :
كان الدين في بدايته عبارة عن عبادة للالهة والأرواح ، بعدها تركز الدين في عبادة اله واحد فظهر التوحيد ، ثم تطور هذا التوحيد وانقسم إلى مجموعة من الطوائف .
سابعا :
كان الدين في السابق هو محور الحياة وتركيز على عبادة الله والتحضير والاستعداد للحياة الاخرة ولكن بعد ذلك تطور الأمر وأصبح الناس يركزون على أعمار دنياهم بدل اخراهم ، فصارت الدنيا هي محور الحياة بعد أن كانت الآخرة تشكل هذا المحور .
ثامنا :
أهم تطور حصل للمجتمع هو الانتقال من التركيز على الحروب والاستعمار إلى التركيز على الجانب الصناعي في دفع عجلة التقدم .
تاسعا :
الأمر الجوهري الذي يميز بين دولة واخرى هو البناء الاجتماعي لتلك الدول
هناك مجتمع يتميز بميله نحو الحرب في توفير احتياجات الناس ، ومجتمع يميل نحو الصناعة والإنتاج في توفير احتياجات الناس .
عاشرا :
تتميز الدولة الحربية بعدة صفات منها : تركز السلطة بيد الحكومة فقط ، والرجل هو المسيطر والسيد المطاع في أسرته ، وانقسام المجتمع إلى طبقات عليا ودنيا .
احد عشر :
أن رقي الإنسانية مرهون بإلغاء الحروب والاعتماد على الصناعة فقط .
* 7 الاخلاق في فلسفة سبنسر
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا :
الاخلاق تخضع للتطور مثل اي شيء آخر
لاتوجد أخلاق ثابتة وماتتغير ، بالعكس فإن الاخلاق تتغير تبعا للظروف الزمانية والمكانية ، فما كان حسنا في زمان ومكان معينين يمكن أن يكون سيئا في زمان ومكان آخرين .
ثانيا :
لازم تكون الاخلاق مساعدة للانسان في التكيف مع الظروف
مثلا في الظروف القاسية لازم يكون الإنسان قوي وقاسي وشديد ، وفي الظروف الطبيعية لازم تكون أخلاقه تتميز بالمرونة .
ثالثا :
تختلف الاخلاق من شعب إلى شعب .
بعض الامور تعتبر جيدة عند بعض الشعوب مثل قضية الحجاب عند المسلمين بينما نرى أن شعوبا أخرى تعتبر الحجاب من الأشياء السيئة .
رابعا :
اللذة والألم هو المقياس لمعرفة الصح والخطأ.
توضيح
إذا قام شخص بعمل معين وشعر بالارتياح ، فهذا معناه ان سلوكه صحيح ، وأما إذا لم يشعر بالارتياح ، فهذا معناه ان سلوكه خاطيء ، وهكذا .
خامسا :
أهم واجب من واجبات الدولة تجاه المواطنين هو توفير الحرية لأن الحرية توفر العدالة ، ومن خلال العدالة ينمو العمل ويستقيم ، فإذا نمى العمل واستقام ، استقر المجتمع وانتشرت مظاهر الرخاء بين الناس .
سادسا :
أهم الحقوق الإنسانية عند سبنسر :
حق الحياة وحق الحرية ، ولايهم شكل الدولة ، هل هي ديمقراطية ام ملكية ، ام جمهورية ، الخ ، المهم ان الدولة توفر للناس حق الحياة وحق الحرية .