_وكانَ للأبِ يومٌ .. …أيُّها الآتي .. أيُّها المحمولُ عُمرًا، قد مضى عامًا فعامَا. أيُّها الجنديُّ تمضي دونَ أن تُعطى وسامَا. أيّها الماضي ، إلينا تأتي من آتي الزّمانْ في الطَّعام ِ في الشَّراب ِ ، في الصَّلاةِ في السُّجودِ ، في القيام ِ في القعود ِ آنَ نحتاجُ الأمانْ..
أيُّها الآتي ، منْ رحلة ِ الموت ِ البعيدهْ . أيُّها الباحثُ عنّي ، عنْ دُموعي ، عنْ شُجوني ، في عابة ِ البيتِ السَّعيدهْ.
إنِّي انتظرتُكَ، يا أبي ، والمُنى أنّا نراكْ، ترعى مع الفجرِ الصَّلاةْ .. ترعى مع العصرِ الصَّلاةْ .. ولم تعُدْ..
إنّي انتظرتُكَ في ذلك البهوِ العتيقْ ، سألتُ عنكَ حبّات ِ الحَصى ، بين الجلوسِ وأطراف ِ الطّريقْ، ولم تعُدْ
سألتُ عنك أيّامي وأحلامي ، إذا الأحلامُ نائمة ٌ، إذا الأيامُ نَعسى ، لا تُفيقْ سألتُ عنكَ ساعاتي وآهاتي ، سألتُ عنكَ أشيائي الحبيباتِ ولم تعُدْ .
في ما مضى شكَوتُ أحوالي لديْكْ والآنَ دعْني يا أبي، أبكي أيّامي عليكْ..