أخبار عاجلة

“سد النهضة ” … من معنا و من علينا ؟

 

بقلم/ فريد عبد الوارث

بلغ مستوى “نهر النيل ” بمصر مستويات قياسية من الفيضان لم يبلغها منذ عشرات السنوات ، معلنا فشل مخططات أحفاد “أبرهه ” و معهم “بني صهيون ” التي كلفتهم سنوات و مليارات لا حصر لها ! لتبقى إرادة الله فوق كل إرادة و قدرته فوق كل القدرات .

فكيف تحولت الأمور من انتظار الجفاف و العطش إلى فيضان جارف ، ومناسيب غير مسبوقه من المياه ؟ تلك قصة يجب التوقف عندها بالفحص ، و الدرس كثيرا و كثيرا ، كان وراءها مجهود غير عادي من كافة الأجهزة السيادية المصرية لسنوات من التفكير ، والتدبير و العمل “الخارق ” من صقور مصر و أبنائها المخلصين .

 

تراجع الموقف الروسي لصالح مصر

أرسلت مصر وزير الكهرباء لحضور الاجتماعات مع روسيا بخصوص المفاعلات النووية بالضبعة و علاوة علي ذلك قامت روسيا بتحركات في ملف المدينة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس و زيادة الاستثمارات و ارسال لجنة للتفاوض علي العديد من المشروعات الجديدة ، و ظهور متعمد لمقاتلات السوخوي ٣٥ بترقيم ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦ و انها جاهزة للاستلام لمحاولة اظهار ان الامور علي ما يرام بين البلدين ! علاوة علي ذلك تعهدات من الخارجية الروسية بعدم تدخلها في ملف سد النهضة و ان اي تعاون عسكري سيكون بعد حل مشكلة سد النهضة !! و هذا التراجع المذهل و السريع يوضح حجم مصر الحقيقي و حجم الضغط الذي مارسته الدولة على الجانب الروسي و كانت تلك نتيجته .

 

أوضحت مصر دبلوماسيا موقفها لبعض الدول المقربة و هو  أن نجاح المليء او فشله لا يعني لنا شيء و ليس في حسابتنا ، لكن تعدي خطوطنا الحمراء و العناد و الكبر و الاستفزاز و التصرفات الاحادية لن تمر مرور الكرام بدون عقاب حازم و صارم و حاسم و رادع لكل من تسول له نفسه الاقتراب نحو مقدرات الشعب المصري و نحن سلكنا جميع الطرق السلمية و التفاوضية دون تقديم حلول من جميع الاطراف ، و الان اصبحنا ليس بحاجة لأي طرف حتي نحافظ علي حقوقنا ، بعد فشلهم جميعا .

 

“الجزائر ” …و أزمة السد

ليس خافيا على أحد أن تدخل الجزائر في ملف سد النهضة لا يلقي قبول او ترحيب من الجانب المصري ، لان مصر وصلت مرحلة ” من معنا و من علينا ”  و مرحلة الوساطة اصبحت غير مهمة او مجدية بالنسبة لنا ، و زيارتهم لاثيوبيا غير مبررة و هم يحاولوا تدارك الامر بزيارة الي مصر و نحن لا نغلق ابوابنا في وجه أحد من باب العروبة و الاخوة ليس اكثر او اقل !  التخلي عن هذا الرهان الخاسر سيء السمعة .

ومصر “شعبا وحكومة ” لم  تتوقع من الاخوة في الجزائر يوما هذا الموقف الهزيل الذي يعبر عن عدم رؤية دبلوماسية واضحة و قوية للموقف و تعاملها مع ملف عربي هام يؤثر علي ١١٠ مليون مواطن عربي بهذا القدر من الاهتزاز و عدم الادراك  والأغرب هو تعاملها مع عدو يريد تعطيش دولتين عربيتان ( مصر و السودان ) فهذا الارتعاش و الازدواج في المعايير يقلل كثيرا من حجم دولة بحجم الجزائر توسمنا فيها دائما الخير انها وقت الجد ستكون اول المساندين و الداعمين ، لكن مصر ليست بحاجة لاصحاب الايدي المرتعشة  ولديها من القوة ما تستطيع ردع اي معتدي علي حقوقنا بدون الاحتياج لاي دولة بالعالم .

 

و قد أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير خارجية الجزائر …. لا تراجع و لا تفريط في موقف مصر من الحفاظ على أمنها المائي .

تحيا مصر … وليذهب الخونة للجحيم

شاهد أيضاً

كبسولات نفسية

#كبسولات نفسية #الدكتورة_غادة_حجاج #غادة_حجاج #الصحفي_عمرو_مصباح #عمرو_مصباح كتبت د/غادة حجاج تم النشر بواسطة: عمرو مصباح # …