فرحة العيد خاصة بالوجدان وبالأخص للأطفال والشباب وإلى قلوب الكبار من الرجال والنساء والشيوخ، فضلاً وانها سُنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم قد أوصى بإظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين، كما رخص في إظهار السرور في هذا اليوم وتأكيده، بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح.
العيد فى بيت النبي:
العيد في بيت النبي صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم، كان لم يمتنع أو يمنع عن الاحتفال بالعيد، بل في هذا اليومٍ البهيج كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من لرسول الكريم .
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: ( دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم، وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم وسلم، فأقبل عليه رسول الله فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا ) رواه البخاري . وفي رواية أخرى: ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا )، وفي رواية أحمد: ” لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة” .
وهكذا يتضح أن العيد في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم، عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وهو لا يعني الانفلات من التكاليف، والتحلل من الأخلاق والآداب، بل لا بد فيه من الانضباط بالضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم .
العيد فيه آداب واجبة:
الآداب الواجبة فى العيد هو الإغتسال والتجمُّل للعيد، وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم، قال ابن القيم: ” وكان صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم، يلبس لهما ( أي للعيدين ) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة”.
والرجل يخرج على هذه الصفة من التجمل، وأما النساء فإنهن إذا خرجن لصلاة العيد وغيرها يخرجن على الصفة التي أذن بها لهن النبي صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم، إذا شهدن الصلاة حيث قال: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات (غير متطيبات) رواه أبو داود.
التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة:
في عيد الفطر يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم، أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير، قال الحافظ البغوي: ” ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفراً، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم، وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى، إلى أن يحضر الإمام “.
ويَستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر، لحديث جابر رضي الله عنه ـ قال: ( كان النبي – صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق ) رواه البخاري.
وصلاة العيد لا أذان لها ولا إقامة، فعن جابر بن سمُرة رضي الله عنه قال: ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامة ) رواه مسلم .
ويستحب للمسلم سماع الخطبة لما في الاجتماع عليها من الخير والدعاء والذكر، ومعرفة أحكام وآداب العيد .
والتهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عن جبير بن نفير قال: ” كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك”.
الختام:
ندعو الله ونسأله بأن لا يكون آخر عهد صيامنا رمضان، وإن جعلته، اللهم أجعلنا من المرحومين، لا من المحرومين، بجاه سيدنا النبي حبيبك وآل بيته الأطهار وذريته الكرام.