ملّاح
*************************
ها أنّي أمشط جدائل القمر
وأربّت على أجنحة النّجوم
علّ النّور يكتسح
أنسامي..
وإنّي لأراقص أمواج الغيم
وأعزف لها تراتيل الحنين
علّها تمطرني أمانيّ
و أحلامي..
وفي هدأة هذا الزّمن المريب
أجدني أناجي زوابع الأرق
علّها تسعفني بروعة
إلهامي..
لكم يسحرني سكون السَّحَر
فأناغي أوتار روحي
علّها تطربني بأجمل
أنغامي..
ملّاح أمخر عباب القصيد
أهتدي بزوابع الأشواق
و لألأة السّراب و عتمة
أوهامي…
أرسم للعمر لوحة فصوله
بالورد أعطّر دفاتر ربيعه
وأنثر بخريفه دمعي
و آلامي..
وذا الشّتاء العاصف يلفّ دروبي
وذي عواصف هوجاء لا سكن لها
وثلج كسا المشهدَ بغزْوِه
أتلامي..
ويرتادُني الصّيف شلّالاتِ قرنفلٍ
وقوافلَ ياسمينٍ ونوارسَ
تتوّج نبضي وتبثّ جذلى
سلامي..
ونرجسٌ وزيزفونٌ وزنابقُ ولْهى
تنكأ جراحي وتُبرِئُها
وتغسل بشذاها روحي
من كلّ آثامي…
***********************
رشيد بن حميدة-تونس
في28-1-2021