الإبتسامة

الإبتسامة

د.عبدالواحد الجاسم

(((ان ابتسم شخص واحد لي وانا في طريقي لن اقفز …!!!!*)))

كتب احد الاشخاص العباره التاليه :
((أنا ذاهب لأتمشى على الجسر ان ابتسم شخص واحد لي وانا في طريقي الى هناك لن اقفز ))

كان ذلك الشخص هو المريض الذي يعالجه الطبيب النفساني (جيروم موتو ) حيث ذكر ذلك للكاتب (تاد فريند) لهذه الحادثه التي حصلت معه عام 1963.
لغرض كتابة روايه حقيقيه عن الحادث ،حيث ذكر ان احد مرضاه اقدم على الانتحار بالقفز من اعلى جسر (جولدن جيت )

قال الدكتور موتو (بعد هذه الحادثة، ذهبتُ الى شقة هذا الرجل بمرافقة طبيب مساعد آخر، الرجل كان في الثلاثينيات من عمره، عاش وحيدا، شقته شاحبة للغاية، لقد كتب ملاحظة وتركها على مكتبه، ثم علق (الدكتور موتو) على ذلك قائلا : (كم هو مؤسف عدد الأشخاص الذين نخسرهم بسبب ذلك)..

كانت هذه الحادثة حقيقه وليست خيال كاتب :

التبسم في وجه الآخرين من الأشياء الجميله والتي تفتح النفس، وكذلك فإن التبسم في وجوه الآخرين مؤيد من قبل الدين (تبسمك في وجه أخيك صدقة) حيث عد الدين الابتسامة للآخرين بمثابة الصدقة التي سوف يرجعها الله إلى صاحبها مضاعفة.

لكن هل هذا يحصل بمجتمعاتنا العربية ؟؟

من المؤكد هذا طبيعي جدا في المجتمعات المنفتحه (الغربيه)
حيث الابتسامه تعتبر تحيه لمن لاتعرفه شخصيا وقابلته بالصدفه او اثناء الذهاب للعمل …الخ
لكن في المجتمعات المحافظه يكون الامر مختلف حيث من يتبسم بوجه الاخرين يعتبره البعض معتوه او مجنون او ساخر من الاخرين او متحرش ….الخ

من خلال تجربتي الشخصية لاحظت إن التبسم في وجوه الناس يعطي أثره ومفعوله الإيجابي عند معظم الناس الذين يحملون مبدأ الانسانيه بمجتمعنا بغض النظر عن المستوى الثقافي للشخص .

الفروقات بين مجتمع متحفظ واخر متحرر

اولا :
*المجتمع المتحرر مقبول جدا ومستحب أن تبتسم لأي إنسان لاتعرفه، سواء كان هذا الإنسان رجل ام إمرأة، كبير في السن أم صغير السن لافرق.

* المجتمع المتحفظ من المقبول أن تبتسم لشخص من جنسك او بعمرك، لكن غير مقبول ان تبتسم لشخص من غير جنسك (رجل يبتسم لامرأة غريبة او العكس)، وغير مقبول ان تبتسم لشخص كبير في السن لأن يعتبرها نوع من السخريه ..

ثانيا :
*المجتمع المتحرر يعتبر الشخص الذي يبتسم للغرباء عنده ذوق ومجامل

*المجتمع المتحفظ بعض أفراد المجتمع يعتبر ذلك معتوه او مجنون او ساخر

ثالثا :
*المجتمع المتحرر يعتبر الناس الذين يبتسمون لغيرهم يكون هذا التصرف عادة هو من باب التربية والكياسة والتهذيب.

*المجتمع المتحفظ يعتبر الذي يمارس هذا الفعل يكون الباعث لتصرفه هو التملق والخبث او لمصلحه معينه .

التبسم في وجوه الآخرين له إيجابيات كثيرة تطغى على سلبياته.
إبتسم واضحك ودع الهموم فكل شيء مقدر ومكتوب ولن تغير شيء .