الوعى… الطريق إلى حب الوطن المصرى

الوعى… الطريق إلى حب الوطن المصرى

بقلم/ أيمن بحر 

حب الوطن ليس مجرد شعور عابر أو كلمات تُقال فى اللحظات الحماسيّة بل هو حالة وعي كاملة تُبنى داخل الإنسان فيفهم حقيقة أرضه وتاريخه وتضحيات أجداده ويُدرك قيمة الأمن الذى يعيش فيه والهوية التى ينتمى إليها. مصر، بتاريخها الممتد لآلاف السنين لا تحتاج إلى من يذكّرها بمكانتها؛ بل تحتاج إلى أبناء يدركون هذه المكانة ويحمونها بوعي حقيقي وليس بعاطفة مؤقتة.

الوعي هو البوابة الأولى لحب الوطن. فحين يعرف المواطن حجم التحديات التى تواجه بلده، ويدرك حجم الجهد المبذول فى البناء والتنمية، يصبح حب الوطن لديه موقفًا ثابتًا لا يتغير لا تهزه الشائعات ولا تجذبه الأكاذيب. المواطن الواعى يفهم أن الحفاظ على الدولة ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل هو واجب كل فرد، من أصغر موظف إلى أكبر مسؤول.

وفى مصر تحديدًا يكتسب الوعى قيمة مضاعفة. فهذا الوطن الذى قاوم الاحتلال وحافظ على حدوده وعبر أصعب الأزمات يجدّد نفسه دائمًا بقوة شعبه. المصرى الذى يدرك قيمة وطنه لا يسمح لأى خطاب تضليلى أو فكر هدام أن يمس تماسك المجتمع ولا يترك مساحة لأى جهة تريد أن تعيد البلاد إلى الوراء. الوعي هنا يصبح درعًا يحمي مصر قبل أن يكون حماية للفرد.

حب الوطن المصري ليس مجرد احتفال فى المناسبات الوطنية بل هو التزام يومي يتجسّد فى العمل والإنتاج واحترام القانون والحفاظ على الممتلكات العامة، ومساندة الدولة في خطواتها نحو المستقبل. وهو أيضًا أن يعرف المواطن دوره الحقيقى وأن يكون قادرًا على التمييز بين النقد البنّاء الذى يصحح المسار وبين الهدم الذي يستهدف إسقاط الدولة لا إصلاحها.

لقد أثبت المصريون على مدار تاريخهم أنهم عندما يتسلّحون بالوعى لا يمكن لأى قوة أن تهزمهم. هم أصحاب حضارة عمرها آلاف السنين، وشعب يعرف كيف يحمى بيته وكيف يقف فى صف وطنه حين تشتد الظروف. ولذلك فإن نشر الوعى اليوم هو أهم أشكال الدفاع عن الوطن وهو الضمان الحقيقى لاستمرار مسيرة الدولة نحو مستقبل أفضل.

وفى النهاية يبقى حب الوطن المصرى قيمة لا تنطفئ… لكنها تحتاج دائمًا إلى وعى يمدّها بالقوة وعقول تؤمن بأن الوطن مسؤولية وليست مجرد شعور. فمصر تستحق منا أن نحبها لكنها تستحق قبل ذلك أن نفهمها ونعي مكانتها ونقف جميعًا خلفها، لأنها ليست مجرد وطن… بل تاريخ وحياة وهوية لا تعوض