مخطط التهجير وكشف الموساد… كيف واجهت مصر محاولة العبث بسيناء؟

كتب/ أيمن بحر
فى تطور أثار جدلًا واسعًا داخل المنطقة، كشف يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلى السابق فى كتابه الجديد، عن تفاصيل خطة إسرائيلية خطيرة استهدفت نقل مئات الآلاف من أبناء غزة إلى أرض سيناء المصرية وهو ما وصفه محللون بأنه أخطر حديث رسمي يصدر من مسؤول إسرائيلى حول سيناريو تهجير الفلسطينيين خارج القطاع. أما الأهم، فهو ما قاله كوهين بنفسه عن الدور الحاسم الذي لعبته مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى فى إحباط هذا المخطط.
خطة تهجير كبرى… ورهان على سيناء
يوسي كوهين أوضح أن الخطة التي طُرحت داخل بعض دوائر صنع القرار في تل أبيب كانت تقوم على نقل ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطينى من غزة إلى سيناء بشكل مؤقت — حسب وصفه — بدعوى تجنيب المدنيين تداعيات الحرب. غير أن جوهر الخطة لم يكن سوى إعادة إنتاج لتاريخ طويل من محاولات تفريغ غزة من سكانها وخلق واقع جديد على حدود مصر وفلسطين.
سيناء، التي تمثل قلب الأمن القومى المصري ودرعه الشرقى كانت هى الهدف الأساسي للخطة. كوهين أشار صراحةً إلى أن نجاح هذا السيناريو كان مرهونًا بموافقة مصر، وهو ما لم يحدث.
السيسي يرفض… والمخطط يسقط
في كتابه، قال رئيس الموساد إن «العقبة الحقيقية» أمام المشروع كانت الرفض القاطع من القيادة المصرية. فمصر، التي تحملت كلفة كبيرة في مواجهة الإرهاب وفي إعادة إعمار شمال سيناء، لم تقبل أي شكل من أشكال التوطين أو التهجير أو العبث الديموغرافي في المنطقة، سواء كان مؤقتًا أو طويل الأمد.
هذا الرفض لم يكن مجرد موقف سياسي، بل تأكيد على ثوابت راسخة:
سيناء ليست ساحة بديلة ولا أرضًا قابلة للمساومة
السيادة المصرية خط أحمر
الحقوق الفلسطينية لا تُحل عبر التهجير بل عبر الحلول العادلة
وبهذا الموقف، أغلق السيسي الباب أمام أحد أخطر المخططات التي كادت تغيّر شكل القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
لماذا كان الكشف صادمًا؟
حديث كوهين لم يكن تصريحًا عابرًا، بل كشف رسمي يأتي في كتاب موثق، ما يعني أنه جزء من التاريخ السياسي المسجل.
هذا الاعتراف أكد أمرين بالغَي الأهمية:
1. أن خطة التهجير كانت حقيقية وليست مجرد تكهنات إعلامية
2. أن مصر كانت — ولا تزال — السد المنيع أمام هذه الفكرة منذ بدايتها وحتى الآن
كما أعاد الكشف تسليط الضوء على أهمية سيناء في معادلة الأمن الإقليمي، وضرورة الوعي الشعبي العربي بما يُحاك في الكواليس من محاولات إعادة رسم الخرائط الواقعية على الأرض.
سيناء… ليست مجرد أرض
سيناء ليست مجرد مساحة جغرافية، بل رمز للسيادة والكرامة والوطنية المصرية.
مرت سنوات قاتمة واجهت فيها مصر الإرهاب ودفعت دمًا لحماية كل شبر فيها. لذلك، كان من الطبيعي أن يكون الرد المصري حاسمًا تجاه أي محاولة لتغيير طبيعة المنطقة أو إدخال سكان جدد إليها مهما كانت المبررات.
رسالة مصر للعالم
من خلال رفضها هذا المخطط، وجّهت مصر رسالة واضحة:
أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إقامة الدولة الفلسطينية على أرضها، وليس على حساب أي أرض عربية أخرى.
وأن سيناء — التي عادت بدم المصريين وتضحيات أجيال — لا يمكن أن تكون جزءًا من أي مشروع سياسي أو صفقة مهما كانت الضغوط.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 