أخبار عاجلة

بركان إثيوبيا وانفجار سد النهضة يهددان السودان بموجة فيضان غير مسبوقة

بركان إثيوبيا وانفجار سد النهضة يهددان السودان بموجة فيضان غير مسبوقة

 

 

 

 

 

كتب/ أيمن بحر

شهدت إثيوبيا منذ يومين انفجارًا بركانيًا مفاجئًا لأول مرة منذ أكثر من عشرة آلاف عام فى منطقة صدع عفار شرق البلاد ما أدى إلى اضطراب تكتونى واضح فى المنطقة التى يقع عليها سد النهضة. وأكد العلماء أن النشاط البركانى فتح شقوقًا عميقة تحت الأرض وهو ما قد يؤثر على استقرار جسم السد ويزيد من الضغط الهيدرولوجى عليه خلال موسم الأمطار الحالى.

وبالتزامن مع ذلك، توقفت التوربينات المخصصة لتوليد الكهرباء في السد، وبعضها لم يُركب بعد، ما يعني أن السد يخزن المياه دون قدرة على تفريغها أو التحكم في تدفقها. ومع بدء موسم الأمطار في الهضبة الإثيوبية، قرر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فتح بوابات السد الأربعة مرة واحدة أمام وسائل الإعلام، ما أدى إلى تصريف مياه بكميات هائلة تجاوزت القدرة الاستيعابية الطبيعية للسدود السودانية.

وحسب بيانات رسمية، وصلت تدفقات المياه في النيل الأزرق إلى 730 مليون متر مكعب يوميًا، مقارنة بمعدلات قدرة السدود في السودان:

سد الروصيرص: 670 مليون متر مكعب يوميًا

سد سنار: 600 مليون متر مكعب يوميًا

سد مروي: 700 مليون متر مكعب يوميًا

ويُعد ارتفاع منسوب النيل الأزرق في السودان حاليًا 16.9 مترًا ثاني أعلى مستوى منذ بدء القياسات، وهو مستوى يقارب فيضان 2020 الذي أدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص. وقد أعلنت وزارة الري السودانية حالة التحـ.ـذير الأحمر على كامل الشريط النيلي، فيما بدأ الأهالي في مناطق عدة بالانتقال إلى تلال مرتفعة لحماية مواشيهم وممتلكاتهم.

ويحذر الخبراء من أن استمرار تصريف المياه بهذا الحجم، مع وجود اضطرابات تكتونية ونشاط زلزالي في منطقة صدع عفار، قد يؤدي إلى موجة فيضان أكبر من تلك التي حدثت في 2020، في ظل ضعف قدرة السدود السودانية على الاستيعاب. كما أن أي هزة أرضية قوية بالقرب من السد قد تتسبب في تشققات صغيرة تدخل من خلالها المياه إلى جسم السد، وهو أخطر سيناريو يمكن أن يواجه أى سد خرساني.

فى المقابل مصر فى حالة استعداد تام لمواجهة أي تدفقات مياه غير متوقعة من الهضبة الإثيوبية، حيث تمتلك الحكومة سلسلة من الحلول الهندسية والرياضية عبر السد العالي، ومفيض توشكى وقناطر فاراسكور لاستيعاب كميات هائلة من المياه العذبة، وتحويل أي خطر محتمل إلى فرصة ري وصيانة مساحات زراعية واسعة.

ويتابع العالم حاليًا الملف عن كثب فيما يبقى السودان أمام اختبار وجودي كبير، بينما إثيوبيا فى سباق مع الزمن لتفادى كارثة هيدرولوجية وجيولوجية محتملة.

حفظ الله السودان ومصر من أى كارثة محتملة ويظل المراقبون فى ترقب دقيق لما ستسفر عنه الأيام القادمة.

شاهد أيضاً

مصر تعزز نفوذها في القرن الأفريقي برسائل حاسمة حول أمن البحر الأحمر وسيادة الدول

مصر تعزز نفوذها في القرن الأفريقي برسائل حاسمة حول أمن البحر الأحمر وسيادة الدول كتب/ …

مخطط التهجير وكشف الموساد… كيف واجهت مصر محاولة العبث بسيناء؟

مخطط التهجير وكشف الموساد… كيف واجهت مصر محاولة العبث بسيناء؟   كتب/ أيمن بحر    …