مصر تحبط أخطر مخطط إسراييلى وتثبت أنها القوة التى لا تكسر

كتب/ أيمن بحر
كشف اعتراف غير مسبوق أدلى به رئيس الموساد الإسراييلي السابق يوسي كوهين عن حجم الدور المحوري الذي لعبته مصر في إفشال خطة تهجير واسعة كانت تستهدف نقل أكثر من مليون ونصف فلسطيني إلى سيناء وهو الاعتراف الذي أحدث صدى واسعًا داخل الأوساط الإسرائييلية وعلى مواقع التواصل وأثار موجة فخر لدى المصريين جميعًا بعد أن أقر كوهين بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان السبب المباشر في إسقاط أكبر مخطط وضعت تل أبيب كل ثقلها من أجل تمريره
يوسي كوهين تحدث في كتاب رسمي عن تفاصيل الخطة بداية من موافقة الكابينيت الإسرائييلي عليها وصولًا إلى جولات قام بها في عواصم عربية وأخرى عالمية مثل واشنطن ولندن وطوكيو وبكين ونيودلهي لإقناعها بدعم المشروع الذي كانت تراهن عليه إسرايييل لتفريغ غزة تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية بصورة تدريجية وفي وقت كانت فيه واشنطن من أكبر الداعمين للخطة جاءت القاهرة لتضع نهاية جذرية لكل هذه التحركات
موقف مصر الحاسم كان واضحًا فقد أعلنت أن سيناء خط أحمر وأن تهجير الفلسطينيين ظلم لن تشارك فيه وأكد الرئيس السيسي أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها أو حساب أمنها القومي ورغم الضغوط الهائلة التي تعرضت لها ظلت القاهرة ثابتة على موقفها حتى سقط المشروع بالكامل
اعتراف كوهين الأخير يؤكد أن الرفض المصري لم يكن مجرد موقف سياسي بل كان ضربة مباشرة لمخططات إسرايييل وواشنطن وأن القاهرة استطاعت حماية الفلسطينيين من كارثة محققة لو تم تنفيذ التهجير لأن من يدخل سيناء لم يكن ليغادرها كما أوضح كوهين في اعترافاته وهو ما كان سيعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالكامل
كما أظهر الاعتراف هشاشة الموقف الإسرائييلي أمام قوة الموقف المصري السياسي والدبلوماسي فإسرايييل التي كانت تراهن على اللحظة المناسبة وسط انقسام عربي واشتباكات إقليمية لم تستطع تجاوز العقبة المصرية ولم تستطع كسر صلابة القاهرة التي أثبتت أنها اللاعب الأقوى في المنطقة وأنها الدولة الوحيدة القادرة على مواجهة الضغوط الدولية دون أن تتراجع عن ثوابتها
وفي الوقت نفسه كشفت جلسة نقاش استراتيجية عقدها موقع نيوز ون الإسرائييلي أن القيادات العسكرية والاستخباراتية في تل أبيب باتت ترى في مصر التهديد الأكبر حيث عرض رئيس قسم الاستخبارات الميدانية السابق تقييمًا صادمًا أكد فيه أن مصر شيدت بنية عسكرية ضخمة في سيناء وأنها قادرة على محو إسرايييل وفق وصفه وهو ما يعكس حجم القلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائييلية من الصعود المصري المتواصل
اليوم تواصل مصر دورها المركزي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتشارك في مفاوضات غزة رغم حالة عدم الاستقرار وتجدد الأعمال العدائية وتؤكد من جديد أنها لا تزال اللاعب الذي لا يمكن تجاوزه وأنها ستظل صوت العقل والثبات في مواجهة محاولات خلق واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني
ختامًا يمثل اعتراف يوسي كوهين وثيقة رسمية تؤكد انتصار مصر في واحدة من أخطر المعارك السياسية والدبلوماسية التي خاضتها في السنوات الأخيرة وتحمل شهادة مباشرة بأن القاهرة استطاعت أن توقف كارثة تاريخية كانت ستغير وجه المنطقة بالكامل وأنها الدولة التي لا تزال إسرايييل عاجزة عن كسرها أو تجاوز إرادتها
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 