حقوق النبات في الشريعة الإسلامية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ذي العظمة والكبرياء ذلت لعظمته أنوف العظماء ودانت لجبروته الملوك والرؤساء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من نازعه الكبر صيره من الأذلاء ومن تواضع لأجله أنزله منازل السعداء، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد المتواضعين يكره ويبغض الجبابرة المتكبرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد اعلموا أن التقوى هي أساس الحياة الطيبة، وهي الدرع الواقية من الفتن والمحن، وهي الطريق إلى الفوز في الدنيا والآخرة، والتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل، والتقوى هي أن تجعل بينك وبين غضب الله وقاية بفعل الطاعات، وترك المعاصي، حيث قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
“التقوى أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر” فيا أيها المؤمنون إن التقوى لها شأن عظيم في ديننا فهي شعار الأنبياء والصالحين، وهي خير ما يتزوّد به العبد في دنياه وآخرته، حيث قال الله تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقوني يا أولي الألباب ” وقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الحيوان وحقوق النبات في الشريعة الإسلامية، ومن حقوق النبات هو حق الحماية، وهنا أسأل هل يحتاج النبات أيضا إلى حماية؟ نعم، يحتاج إلى حماية من عدوان البشر وفوضاهم وهمجيتهم، إذ إنهم يعتدون عليه في الشوارع والميادين، وغيرها من الأماكن، دون أي إحساس بالذنب والمسؤولية، وأحيانا يجرفون الأرض لتحويلها من أرض خضراء إلى أرض جرداء ليبيعها بعضهم بأسعار عالية، وفي الخمسين عاما الماضية.
أهلكنا مساحات كبيرة من الأرض الخضراء، لبناء تجمعات سكنية عشوائية، قتلت الحزام الأخضر الذي كان يحيط بالقاهرة، الأمر الذي ينذر بكارثة قومية، والبلاد المتقدمة توفر الحماية الكاملة للأشجار وللنبات من طريقين، التربية وهو تربية الناس وتعريفهم أهمية الحفاظ على هذه الثروة، والقانون وهو بمعاقبة كل من يتعدى على هذه الأشجار، وفي أمريكا رفع بعض الأشخاص دعوى أمام إحدى المحاكم ضد شركة تريد تحويل منطقة خضراء في كاليفورنيا إلى مدينة للملاهي والتزحلق على الجليد، وكسبوا الدعوى، وتم وقف المشروع، فينبغي علي الدول وعلي الحكومات أن تقوم بتفعيل القوانين الخاصة بحماية البيئة، وحماية النبات من العدوان عليه، وفي هذا الصدد تقول المصادر بأن تذكر الناس أن هناك صناعة لم يكن لها وجود قبل خمسين عاما.
وربما كانت هي الصناعة الأسرع نموا في العالم الآن، إنها صناعة السياحة البيئية، وإن السفر لرؤية البراري أي الصحاري والغابات الواسعة، وحتى الشعاب المرجانية تحت البحر، وغير ذلك، يأتي في إطار الإنفاق مقابل الإستمتاع بالأماكن والأشياء ذات القيمة العظيمة، ولقد أصبحت الخضرة تنافس الآثار والأماكن التاريخية في جذب الراغبين في الإستمتاع بمشاهد الطبيعة الخلابة، فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم الله في كتابه وقال صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرا” اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 