صفقات عملاقة بين مصر وروسيا تدفع الصناعة العسكرية نحو العالمية وتؤمّن الغذاء المصرى لعقود قادمة

كتب/ أيمن بحر
تشهد العاصمة المصرية القاهرة حراكًا غير مسبوق، بعد وصول سيرجي ديشجو الأمين العام لمجلس الأمن الروسي على رأس وفد رفيع المستوى من كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية والاقتصادية الروسية، وذلك لتوقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية والسرّية بين القاهرة وموسكو.
ووفقًا لمصادر روسية، فإن الزيارة تأتي في إطار مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين، تشمل ملفات اقتصادية وعسكرية واستخباراتية، وتُعد من أكبر الشراكات التي يشهدها الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
الوفد الروسي الذي يزور القاهرة يجري لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين المصريين، تمهيدًا لعقد لقاء مرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتين، من المنتظر أن يشهد التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الكبرى، أبرزها في المجال العسكري، حيث تشمل تزويد مصر بأحدث منظومات التسليح والتقنيات اللازمة للتصنيع العسكري المحلي، بما يعزز قدرات الجيش المصري ويدعم استقلالية التصنيع الدفاعي الوطني.
وأكدت المصادر أن تلك الشراكة تأتي في إطار رؤية استراتيجية طويلة الأمد تضع مصر في موقع الريادة الإقليمية، وتعزز مكانتها كقوة إقليمية قادرة على حفظ توازن المنطقة واستقرارها.
الوفد الروسي شدد خلال اجتماعاته في القاهرة على أن “كل الإمكانيات الروسية مسخّرة لخدمة الشراكة مع مصر”، مؤكدًا أن الرئيس بوتين يؤمن تمامًا بأن الرئيس السيسي هو القائد القادر على الحفاظ على توازن الشرق الأوسط، وأن السياسات المصرية الأخيرة على الحدود الشرقية أظهرت حكمة وحنكة في إدارة المواقف الحساسة.
وحمل الوفد رسالة خاصة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبّر فيها عن تقدير موسكو الكبير للتحركات المصرية الأخيرة في المنطقة، مؤكدًا دعم روسيا الكامل لمصر في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية.
وفي الجانب الاقتصادي، شملت التفاهمات اتفاقيات استراتيجية تضمن لمصر تأمين احتياجاتها الغذائية لسنوات طويلة من خلال تعاون مباشر في مجالات الزراعة والحبوب والأسمدة، إلى جانب التوسع في المشروعات المشتركة بمجالات الطاقة والصناعة والنقل.
كما تم الاتفاق على تسريع تنفيذ مشروع الضبعة النووي، حيث أعلن الوفد الروسي استعداد موسكو لتوفير كافة الموارد المالية والتقنية والعلمية اللازمة لإنجاز المشروع في أقصر وقت ممكن، مؤكدًا أن روسيا تفتح أبوابها كاملة لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق التنمية المستدامة.
تلك الزيارة تعكس حجم الثقة المتبادلة بين القاهرة وموسكو، وتعزز موقع مصر كلاعب محوري في المنطقة، وقوة اقتصادية وعسكرية صاعدة تسعى إلى تحقيق أمنها القومي واستقلال قرارها الاستراتيجي عبر شراكات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 