أخبار عاجلة

لا تتمنوا لقاء العدو

لا تتمنوا لقاء العدو

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالإتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن في حالة الحرب فإن نصوص القرآن تدل على أن أشنع عمل للإنسان في علاقته بغيره هو سفك الدماء وإرادة العلو في الأرض والفساد فيها، والفساد منهي عنه في الإسلام وبشدة، فذم القتل بغير حق والعلو في الأرض والفساد فيها ورد في القرآن في أكثر من مائة وعشرين موضعًا بعد كل ما سبق كان من الطبيعي أن تكون الحرب في الإسلام مكروهة في الجملة ينبغي ما أمكن تفاديه. 

 

وفي المعنى جاء الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه جاء بهذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا” متفق عليه، وكان من الطبيعي أيضا ألا يسمح الإسلام بالحرب إلا في حال الضرورة الشرعية في هذا الحال تحكم الحرب مبادئ ترتكز على القيمة الأساسية وهي العدل فما هي هذه المبادئ؟ فإن المبادئ التي تحكم الحرب في الإسلام تتلخص في ثلاثة مبادئ تضمنتها الآية الكريمة ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ” وبالنظر إلى الآية الكريمة نرى أن المبدأ الأول أن يكون القتال في سبيل الله، ولذلك يجب أن يكون القصد خالصا صافيا من كل شائبة، وأن تكون كلمة الله هي العليا والمصلحة الشخصية أو القومية لا تبرر الحرب ولا الغزو الذي كان يجري قديما. 

 

بين القبائل المسلمة في جزيرة العرب، وكل هذا كان من الظلم والعدوان الجاهلي ومن السلب والنهب المحرم، ولذلك نرى ذلك المبدأ واضحا في القرآن عند الحديث عن موضع القتال والجهاد، ونادرا ما يرد في القرآن هذا الموضع دون تقييده بأن يكون في سبيل الله وأحيانا يكون مقرونا بالتقوى، حيث أن التقوى هو إصطلاح قرآني لا يوجد له مرادف في اللغة العربية، وربما لا يوجد في غيرها في اللغات على حد سواء، وحقيقة التقوى أنها درجة عالية من الحساسية الخلقية تجعل الإنسان يتصرف في حياته وأوامر الله تعالي ونواهيه أمام عينيه، هكذا يتصرف بحيث يشعر أن الله يراقبه في تصرفه ويراه وأنه تعالى إليه المآب والمصير، فكيف سيكون تصرفه مع عدوه إلا بالعدل حينئذ بلا إسراف ولا غلو، ويمر الإنسان في حياته بأيام عادية على نسق أيامه السابقة. 

 

المتغيرات فيها قليلة، والأصل فيها الإستقرار، وبين الحين ولآخر تعرض له أمور تجعل نظام حياته يضطرب مما يوجب عليه عادات جديدة، وكذلك الأمم تمر بمراحل تكون أحوالها مستقرة، ثم تأتيها ظروف من الإضطراب والتغير، كتلك التي يتغير فيها نظامها الإقتصادي، والأهم من ذلك ظروف تغيّر النظام السياسي، فقد شهدت الأمة الإسلامية فتنا عظيمة في صدر تاريخها، وحدثت إضطرابات عظيمة، منها ما حصل أثناء الحكم العباسي حيث وقعت العديد من الاضطرابات داخل الدولة المسلمة، إلا أن تغييرا من نوع آخر دخل على الخط وهو إنتقال الحكم في بعض المناطق من إسلامي إلى صليبي، كما حدث نتيجة الحروب الصليبية من سيطرة على الساحل السوري وبيت المقدس، وبعد حين قامت الخلافة العثمانية وأدخلت مناطق صليبية إلى الحكم الإسلامي كفتح القسطنطينية. 

 

ثم كانت الثورة العربية التي تحوّل الحكم نتيجتها إلى قومي وأعقبها الإستعمار وثورات ضده، ومرحلة من حكم العسكر للبلدان العربية، وما نعيشه هذه الأيام في البلدان العربية هو مرحلة من تلك المراحل المهمة والإستثنائية، فالثورات والحروب وتغيّر الحكام أمور عظيمة تمر بها الأمم، لابد لها من إجراءات إستثنائية، وتصرفات خاصة.

شاهد أيضاً

ســر إقليـــم دارفـــور

ســر إقليـــم دارفـــور عــلاء مــراد  ولماذا تتصارع القوى السودانيه للسيطره على اقليم دارفور فما هوسر …

أهالي قرية الحج سلام فرشوط قنا يستغيثون بمحافظ قنا وفضيلة شيخ الأزهر

أهالي قرية الحج سلام فرشوط قنا يستغيثون بمحافظ قنا وفضيلة شيخ الأزهر متابعه/بركات الضمراني   …