جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
النصب بقى ديچيتال. وحلم مليونير
كتب تامر ياسين
بص يا سيدي، زمان النصاب كان بيلبس بدلة ويقعد في قهوة يلمّ الناس يقنعهم إن عنده مشروع هيفتح باب الرزق. دلوقتي؟ لأ.. النصب بقى شيك، لابس تيشيرت، ومعاه لابتوب، وبيكلّمك بلُطف على فيسبوك يقولك:
“تعالى استثمر معانا.. ربح مضمون، والدخول مجاني!”
طبعًا انت تقول في نفسك: “يلا بينا نجرب، دي فرصة العمر!”
وبكده تكون دخلت رسمي في حفلة النصب الإلكتروني الكبرى.
المراهنات.. وعود بالجنه، ونهاية في الدرك الأسفل من البؤس
تفتح التطبيق، تلاقي زرار أخضر مكتوب عليه “إكسب دلوقتي”.
تضغط عليه، يخسرك.
تجرب تاني، يخسرك.
تجرب تالت، يخسرك بردو.
تبدأ تفكر: “هو أنا منحوس ولا في حاجة غلط؟”
الحقيقة يا نجم، مفيش غلط فيك.. الغلط إنك صدقت إن المراهنة دي لعبة حظ مش لعبة نصب.
البرنامج معمول يخلّيك تكسب أول كام مرة علشان تدوق الطُعم، وبعد كده يبدأ ياكل فلوسك حتة حتة.
: التداول.. الحلم اللي اتباع على هيئة جرافيك
الناس دي بتفهمك إنك ممكن تبقى مليونير من الموبايل، وإن التداول هو “سر الأغنياء”.
تقوم داخل جروب على تليجرام، تلاقي واحد اسمه “أستاذ كريم التريدر العالمي” بيقولك:
“ادفع ألف جنيه، وهنخليهم عشرة فـ أسبوع.”
وبالفعل، أول أسبوع تشوف أرقام بتطلع وتنزل، تقول: “يا نهار أبيض ده حقيقي!”
وفي الأسبوع التاني… التطبيق يختفي، والأستاذ كريم يتحول لشبح.
وساعتها تفهم إنك كنت بتتداول في أوهام مش في عملات.
النصب الحديث.. مفيش شنطة فيها فلوس، بس فيه كليك ياخد كل اللي وراك
النصاب زمان كان بيخاف من البوليس، دلوقتي بيخافش من غير الباند من الفيسبوك.
يغير الاسم ويبدأ من جديد، بنفس الأسلوب ونفس الجملة السحرية:
> “إحنا مش زي الباقيين!”
بس الحقيقة؟
هو زيهم بالظبط، ويمكن أشرّ منهم، لأنه بيلعب على طمع الناس بالذكاء الصناعي والدعاية
اللي بيقولك “استثمار مضمون” هو نصاب ببدلة أونلاين.
واللي بيقولك “اربح وأنت نايم” هو أكيد نايم من ضميره.
واللي مصدق إن التطبيق عايز يخليك غني…
يبقى يستحق ياخد كورسات في الوعي مش في التداول.
