كتبت:هبة إسماعيل
تم النشر بواسطة: عمرو مصباح
ما يجري اليوم داخل المشهد الحزبي والسياسي في مصر يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات المستحقة.
الغضب الذي ظهر عقب اختيارات مجلس الشيوخ لم يكن عابرًا، بل تَحوَّل — مع ترشيحات مجلس النواب — إلى حالة أوسع من الارتباك والاستياء، داخل الأحزاب وخارجها.
لم يكن الاعتراض على النتائج فحسب، بل على منهج الاختيار نفسه؛
فالمشهد بدا وكأنه يمنح الأفضلية للمال السياسي على حساب الكفاءة، ويعيد إنتاج نفس الأزمة في غياب التنوع الحقيقي أو تمثيل الوجوه ذات الحضور الشعبي والعمل المجتمعي الموثوق.
تم تجاهل أسماء كان لها دور بارز وفاعل لسنوات، ليحل محلها مرشحون غير معروفين، بلا تاريخ حزبي واضح أو حضور فعلي داخل محافظاتهم.
ذلك خلق حالة من الصدمة دفعت إلى استقالات جماعية وتصريحات غير مسبوقة بالمكاشفة.
هل كل هذا طبيعي؟
هل ما نراه اليوم من انسحابات وغضب هو أمر اعتيادي؟
هل الترشيحات الحالية تعكس فعلًا تمثيلًا عادلًا وواعيًا؟
أم أننا أمام لحظة يعاد فيها إنتاج أخطاء الماضي تحت وهم السيطرة؟
لقد رأينا هذا المشهد كثيرًا — عندما يُدار الصراع بمنطق الهيمنة لا بمعايير العدالة.
حينها تُستبعد الكوادر، وتُصنع واجهات شكلية، ويتحول “التجاهل” إلى سياسة صامتة تُبرر بالاستقرار فيما هي في الحقيقة بذرة انفجار مؤجل.
الخطر الأكبر… ليس في الخطأ، بل في تحويله إلى “عرف”
الكثير من التجاوزات كانت معلومة لا خافية،
وإن لم تكن كذلك، فالأزمة أعمق — أزمة متابعة ومساءلة.
لكن الأخطر أن التطبيع مع الخطأ أعطاه شرعية ضمنية،
فتحول إلى “عرف حزبي” مقبول…
ومن هنا يبدأ الانهيار الحقيقي.
المطلوب اليوم
الإصلاح الجاد لا يأتي بالإقصاء الصامت، ولا بالاختيار الانتقائي،
بل بـ:
• محاسبة واضحة لا انتقامية
• معايير معلنة لا غامضة
• تمثيل عادل لا صوري
• وشفافية تدعم الثقة لا تهزها
فإن لم نتجه إلى إصلاح شامل قائم على العدالة لا على التوازنات اللحظية — فلا ملام على أحد إن تراجع الإيمان بالمشهد كله.
ومع ذلك،
يبقى الأمل قائمًا…
أن تكون هذه اللحظة بداية وعي جديد، يفتح الطريق نحو مشهد سياسي ناضج يليق بوطن يستحق الأفضل.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 