” من قلب الإنسان إلى قلب المجتمع : رحلة حبّ الإنسانيّة نحو العدالة والنهضة “
بقلم/ الكاتب أحمد فارس
في زمنٍ تُقاس فيه العلاقات بالمصالح، وتعلو فيه أصوات الحروب على أصوات الضمائر، يبرز حبّ الإنسانيّة كأسمى درجات الحب، ذلك الذي لا يقوم على قرابةٍ أو منفعة، بل على يقينٍ راسخ بأننا جميعًا أبناءُ أرضٍ واحدة، يجمعنا الفرح والدمع، والرجاء والخوف. إنه النور الذي يُعيد للإنسان وجهه الحقيقي وسط زحام الماديات والأنانية.
حبّ الإنسانيّة هو أن ترى في كل إنسانٍ ذاتك، وأن تؤمن بأنّ الخير لا يُقاس بالانتماء، بل بالفعل. أن تمدّ يدك للمحتاج دون سؤال، وأن تمسح دمعة الموجوع دون انتظار شكر، وأن تنشر السلام في زمنٍ يتقن لغة الكراهية. إنه أن تشعر بآلام الآخرين كما لو كانت آلامك، وأن تجعل الرحمة مبدأك الأول في الحياة.
لقد منحنا التاريخ نماذج خالدة جسّدت هذا المعنى العظيم:
( الأم تيريزا ) التي أفنت عمرها بين فقراء كالكوتا، لا تفرّق
بين لونٍ أو دين، بل ترى في كل وجهٍ أثرًا من نور الله.
و (نيلسون مانديلا ) .الذي غفر لجلّاديه بعد سبعةٍ وعشرين عامًا من السجن، ليقود شعبه نحو المصالحة لا الانتقام.
والجراح العالمي السير ( مجدي يعقوب ) ، الذي جعل من الطب رسالة رحمة قبل أن يكون مهنة، فوهب آلاف الأطفال حياةً جديدة بلا مقابل.
أوجه رسالتي : العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى هذا الحبّ، فحين تتوحّد القلوب بالرحمة، تزول الحروب، ويُبنى السلام بالعدل والاحترام.
العلماء يرون فيه أساس التقدّم، والأطباء دواءً للألم، والطلبة طريقًا لمستقبلٍ أفضل. فلنجعل حبّ الإنسانيّة دستور قلوبنا، فهو عامل أساسي في النجاح والتقدم للفرد. والمجتمع معًا اليوم .وغدآ . وإلي الإبد…،