كرسي البرلمان.. مدفوع الثمن ومن يدفع أكثر!
بقلم/ أيمن بحر
في زمنٍ كان يُفترض فيه أن يكون البرلمان منبر الشعب وصوت الحق، تحوّل الكرسي النيابي في بعض الدوائر إلى سلعة تُباع وتُشترى في سوق السياسة، وكأنها مزاد علني يفوز فيه من يدفع أكثر، لا من يخدم أكثر.
لقد أصبح الطريق إلى قبة البرلمان مليئًا بالأموال والهدايا والوعود الزائفة، وكأن العضوية ليست تكليفًا وطنيًا، بل استثمارًا خاصًا يبحث فيه المرشح عن العائد بعد الفوز. من يدفع الملايين في الحملات الانتخابية، لا يفعل ذلك حبًا في خدمة المواطن، بل طمعًا في حصانة أو نفوذ أو مصالح.
الناخب البسيط، الذي يُفترض أن يكون صاحب الكلمة، بات يُستغل بحفنة من الوعود أو بعض المساعدات، وكأن صوته يُشترى بثمن بخس، بينما الوطن يدفع الفاتورة في النهاية.
البرلمان يجب أن يكون بيت الأمة، لا بيت المال السياسي. يجب أن يُفتح ببوابة الكفاءة والضمير، لا ببوابة الشيكات والنفوذ. فكرسي البرلمان ليس ميدالية تُعلّق على الصدر، بل مسؤولية تُحاسب أمام الله والوطن والتاريخ.
إن ما نحتاجه اليوم ليس نائبًا غنيًا يشتري المقعد، بل نائبًا صادقًا يشتري ثقة الناس بأفعاله، لا بأمواله. فالشرف لا يُباع في الحملات الانتخابية، والضمير لا يُشترى مهما ارت