أخبار عاجلة

مفاوضات القاهرة على صفيح ساخن: خطة ترامب بين مطرقة التفاصيل وسندان مناورات نتنياهو

مفاوضات القاهرة على صفيح ساخن: خطة ترامب بين مطرقة التفاصيل وسندان مناورات نتنياهو

كتب / أيمن بحر

تدخل الأوضاع في المنطقة مرحلة شديدة الحساسية بعد التطورات الأخيرة التي شهدت موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وترحيب البيت الأبيض بهذه الخطوة، ما اعتُبر مؤشراً إيجابياً نحو طريق السلام.

ومع هذه الموافقة، تبدأ غداً فى العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات صعبة تهدف إلى وضع الترتيبات العملية والميدانية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، والتي تتضمن وقف إطلاق النار والبدء في الإفراج عن الأسرى، مقابل تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب الخاصة بالمرحلة الأولى.

وسيشارك في المفاوضات وفد أمريكي يضم ويتكوف مبعوث ترامب وكوشنر زوج ابنته، إلى جانب رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس جهاز الشاباك، إضافة إلى ممثلين عن بريطانيا والأردن، في حضور ورعاية مصرية قوية لاحتضان الحوار وضمان توازنه.

وتشير مصادر سياسية إلى أن هذه المفاوضات ستكون الأصعب والأكثر تعقيداً، إذ تتطلب مفاوضاً شرساً وداهية قادراً على التعامل مع أساليب المراوغة الإسرائيلية المعروفة، وسط مخاوف من أن يعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إفشال الخطة لأسباب تتعلق بمستقبله السياسي، خاصة في ظل تهديدات وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من حكومته.

وقد ظهرت بالفعل مؤشرات على محاولة نتنياهو التحايل على اتفاق وقف إطلاق النار عبر اقتراح “تخفيف إطلاق النار” بدلاً من وقفه الكامل، وهو ما أدى اليوم إلى استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً في غزة، في خطوة وُصفت بأنها استفزاز للمقاومة لإيجاد مبرر لتخريب المسار التفاوضي.

وبينما تترقب المنطقة مجريات المفاوضات غداً، تبقى الأنظار موجهة نحو القاهرة، التي باتت مركز الثقل السياسي في هذه اللحظة الدقيقة، في محاولة جديدة لإعادة الأمل إلى الشرق الأوسط بعد سنوات من الدم والمعاناة.

تحليل سياسي – أيمن بحر:
المفاوضات القادمة ليست مجرد جولة دبلوماسية عابرة، بل معركة إرادات بين أطراف تعرف جيداً أن نتائج هذه الطاولة قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة. فنجاح الخطة مرهون بقدرة الوفود على تجاوز الحسابات الضيقة، ووقف لعبة كسب الوقت التي يجيدها نتنياهو.
إن القاهرة اليوم تتحمل عبئاً تاريخياً جديداً، فإما أن تنجح في فتح بوابة سلام حقيقي، أو أن تعود المنطقة إلى دوامة التصعيد التي لم تُبقِ مكاناً للأمل ولا للحياة فى غزة.

شاهد أيضاً

وزير السياحة والآثار يتفقد منطقة وادي الملوك بالأقصر ويلتقي بعدد من المجموعات السياحية من مختلف دول العالم

وزير السياحة والآثار يتفقد منطقة وادي الملوك بالأقصر ويلتقي بعدد من المجموعات السياحية من مختلف …