الحقيقة المرة.. حين يتحول الفيس بوك إلى منصة للوهم والادعاء

الحقيقة المرة.. حين يتحول الفيس بوك إلى منصة للوهم والادعاء

بقلم/ أيمن بحر

فى زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعى جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، برزت ظاهرة سلبية خطيرة تهدد وعى المجتمع وتسىء لاستخدام هذه المنصات. فبدلًا من أن تكون هذه الوسائل جسورًا للتواصل الإنسانى والمعرفة وتبادل الخبرات تحولت عند البعض إلى وسيلة رخيصة للهروب من الفشل وتجميل صورة زائفة أمام الآخرين.

نجد بعض الأشخاص وقد تملكهم حب الذات والأنانية، يسعون بكل ما أوتوا من حيل لإيهام الناس بأنهم مظلومون ومضطهدون بينما فى الحقيقة هم يرفضون الاعتراف بأخطائهم وفشلهم.
فالقائد الذى أخفق فى إدارة مؤسسته يحمّل الآخرين مسؤولية فشله، والمشارك في مسابقة لم يحالفه التوفيق يصرخ مدعيًا الاضطهاد بدلًا من مراجعة تقصيره، والموظف غير الكفء يختبئ خلف شعارات المظلومية ليتجنب مواجهة ذاته.

وللأسف، يجد هؤلاء في “الفيس بوك” ساحة خصبة لنشر أوهامهم، فيزينون صورًا براقة على جدرانه، ويطلقون شعارات البطولة والتميّز، بينما واقعهم المكشوف يفضح تناقضاتهم. إنهم أشخاص يحاولون إقناع أنفسهم قبل الآخرين بأنهم ملائكة على الأرض، بينما حقيقتهم غير ذلك تمامًا.

إن الحقيقة المرة أن غياب الضمير وسوء استخدام وسائل التواصل لا يضر فقط بمصداقية هؤلاء الأفراد، بل يهز ثقة المجتمع بأكمله، ويجعل من العالم الافتراضي بيئة ملوثة بالأكاذيب والادعاءات.

رسالة إلى الشباب والمجتمع

وسائل التواصل الاجتماعى قوة جبارة يمكن أن تكون أداة للنجاح إذا أحسنا استخدامها، لكنها تتحول إلى نقمة إذا جعلناها مسرحًا للوهم والادعاء. فلنعلّم أبناءنا أن الصدق والاعتراف بالأخطاء هو الطريق لبناء الشخصية القوية، وأن الفيس بوك لا يصنع نجاحًا حقيقيًا ولا يغطي عيوبًا يراها الناس في الواقع.
ولنضع جميعًا أمام أعيننا أن الضمير هو الحكم الأول والأخير، وأن بناء الحقيقة أقوى بكثير من تزيين الكذب.

شاهد أيضاً

صحف إسـرائيـل تستذكر مشاهد حـرب أكتوبر بنشر صورة لجنود بـ بيجامات كستور

صحف إسـرائيـل تستذكر مشاهد حـرب أكتوبر بنشر صورة لجنود بـ بيجامات كستور   كتب/ أيمن …