الاشتياق
بقلم الكاتب/عبدالحميد أحمد حمودة
“الاشتياق”
ليس دائمًا وجعًا يثقل القلب، ولا مرارة تلسع الروح؛ أحيانًا يكون شوقًا هادئًا، ناعم الملامح، يمرّ في داخلنا كما يمرّ النسيم على أغصانٍ خضراء.
هو الاشتياق لمن غاب وترك فينا أثرًا نقيًّا، وذكرى لا تعرف إلا الجمال.
لم يخلّف فينا ألمًا ولا جرحًا، بل ترك خلفه ضوءًا خافتًا، يضيء القلب كلما أطلّت صورته في الخيال.
ذلك الغياب لم يكن فراقًا، بل كان درسًا في التقدير؛ أن بعض الأرواح، وإن ابتعدت، تظل منازلها عامرة في أعماقنا، يحيطها الامتنان، وتحييها الذكرى الطيبة كلما داعبها الحنين.