” بين براءة اللعب وخطر الإهمال: خطوات حاسمة لاختيار ألعاب آمنة لأطفالنا “
بقلم/ الكاتب أحمد فارس
في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا مع التربية، تبرز
الألعاب. كأكثر من مجرد وسيلة للترفيه، فهي انعكاس مباشر لمسار النمو العقلي، النفسي، والجسدي للطفل. ما يختاره الأهل لأبنائهم من ألعاب اليوم، قد يرسم حدود شخصيتهم، ويحدد مدى قدرتهم على الإبداع أو الانغلاق غداً.
أولاً: المرحلة العمرية ليست تفصيلاً هامشياً. لكل عمر لغته الخاصة واحتياجاته الفكرية؛ فالألعاب التعليمية البسيطة تناسب الصغار في سنواتهم الأولى، بينما يحتاج الأكبر سناً إلى ألعاب تنمّي الخيال والتفكير النقدي، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتجربة والاكتشاف.
ثانياً: المحتوى والقيم، وهو المعيار الأخطر. على الأهل أن يبتعدوا عن الألعاب المليئة بالعنف أو الألفاظ المبتذلة، وأن يختاروا بدلاً منها ألعاباً تعزز روح التعاون، الصبر، الإبداع، وتحث على البناء لا التدمير. إن لعبة ألغاز بسيطة قد تصنع عالماً من الذكاء، أكثر مما قد يفعله مئات الساعات في ألعاب عنيفة.
ثالثاً: الأمان الرقمي. في عالم مترابط بالإنترنت، تختبئ المخاطر خلف واجهات براقة. من المحادثات غير الآمنة، إلى الشراء الخفي، باتت مسؤولية الأهل مضاعفة. أدوات الرقابة الأبوية لم
تعد خياراً، بل ضرورة لحماية خصوصية الطفل وصون براءته. من مافياالطفولة البريئه .
رابعاً: الوقت والتوازن. حتى أنسب الألعاب تتحول إلى خطر إذا تجاوزت حدودها. ساعة يومياً تكفي علي الأقل، فالإفراط قد يقود إلى العزلة الاجتماعية، الوحدة المستمرة، إجهاد الأعصاب، كذلك حساسية و التهإب العين. اللعب يجب أن يكون جسراً نحو النمو، لا بديلاً عن الحياة الواقعية والأنشطة الأسرية.
خامساً: القيم الأخلاقية والاجتماعية. لا بد أن تخلو الألعاب من صور العري أو ممارسات القمار، وأن تبتعد عن بناء صداقات غير مناسبة بين الجنسين عبر محادثات صوتية أو كتابية، لما تحمله من مخاطر سلوكية وثقافية على المدى الطويل.
أوجه رسالتي : اختيار الألعاب ليس ترفاً، بل استثمار في المستقبل. فالألعاب الصحيحة تصنع جيلاً واثقاً، ذكياً، مبدعاً، بينما الاختيارات الخاطئة قد تفتح أبواباً يصعب إغلاقها لاحقاً. إنها معركة وعي تتطلب من الأهل أن يكونوا شركاء حقيقيين في رحلة اللعب، وأكثر حِكمة وصرامة مع الأبناء ليجعلوا من اللعبة مزيجاً من المتعة والتربية السليمة ، بغرض تنمية الوعي الشخصي .ايضا تنمية الذكاء، لدي أبنائهم حاضرًا ومستقبلًا …،