معركة كبريت: صمود العسكريةوإنسانية الفداء 

معركة كبريت: صمود العسكريةوإنسانية الفداء

كتب/ أيمن بحر
​معركة كبريت هي الأسطورة التي تثبت أن الإيمان بالوطن أقوى من أي حصار. موقع صغير على الضفة الشرقية لقناة السويس، تحوّل إلى قصة عسكرية محكمة وإنسانية خالدة.
​1. الجانب العسكري: الاستبسال رغم الحصار
​لم يكن موقع كبريت مجرد نقطة عادية؛ بل أصبح، بعد الثغرة (معركة الدفرسوار)، قلعة محاصرة بالكامل تقع خلف خطوط العدو الإسرائيلي.
​المهمة المستحيلة: قرابة 400 مقاتل من وحدات الدفاع الجوي والمشاة، تحت قيادة المقدم إبراهيم عبدالتواب، وجدوا أنفسهم معزولين. عسكرياً، كان الهدف من ورائهم هو شل حركة العدو، وإرباك خطوط إمداده، ورفض الاعتراف بالهزيمة في أي بقعة من الأرض.
​الصمود التكتيكي: استمروا في قتالهم لمدة 134 يوماً، محوّلين النقطة الحصينة إلى كابوس للعدو. هذا الصمود، رغم القصف المتواصل ونقص الإمدادات، أثبت أن القرار العسكري المصري لم يكن للاستسلام بل كان للصمود حتى الرمق الأخير. كان بقاؤهم رسالة عسكرية بأن الجيش المصري يمتلك القدرة على القتال حتى في أسوأ الظروف التكتيكية.
​2. الجانب الإنساني: الإرادة التي لا تُقهر
​هنا تكمن عظمة القصة، فماذا يعني الصمود 134 يوماً في ظل ظروف: “بلا ماء كافٍ، بلا طعام”؟
​قيادة القدوة: يبرز الشهيد إبراهيم عبدالتواب كرمز إنساني. لم يترك رجاله، بل تقاسم معهم الجوع والعطش والخطر. استشهاده ودفنه في الموقع الذي دافع عنه كان العهد الأسمى الذي ألهم الجنود من بعده.
​روح الفريق: العبارة التاريخية التي أرسلها الجنود بعد استشهاد قائدهم: “هكذا أراد الشهيد العظيم… وسنحقق له ما أراد.” تلخص أعمق معاني الوفاء والتضحية. إنها ليست مجرد خطة عسكرية، بل التزام إنساني تجاه القائد والوطن، حيث تحول الجوع والعطش إلى حافز للصمود.
​الخلاصة: أثبتت معركة كبريت أن القوة العسكرية للجيش المصري تستمد صلابتها من الروح الإنسانية للمقاتل الذي يرفض أن يفرط في شبر من أرضه أو يتخلى عن رفاقه.

شاهد أيضاً

اسكتلندا تتمسك بالاستقلال هربا من مخاطر قاعدة كلايد النووية

اسكتلندا تتمسك بالاستقلال هربا من مخاطر قاعدة كلايد النووية كتب/ أيمن بحر    تتجدد فى …

وزير المالية.. فى حوار مفتوح مع ممثلي شركات التكنولوجيا بمؤتمر «Cairo ICT»

وزير المالية.. فى حوار مفتوح مع ممثلي شركات التكنولوجيا بمؤتمر «Cairo ICT»   كتب/ أيمن …