مزاد مجلس النواب المصرى: المقعد لمن يدفع أكتر… مش شرط فلوس

مزاد مجلس النواب المصرى: المقعد لمن يدفع أكتر… مش شرط فلوس!

كتب/ أيمن بحر 

في صباح مشمس يشبه صباحات الانتخابات اللي بنقعد فيها قدام التلفزيون نستنى حاجة تحصل وما بتحصلش تم افتتاح المزاد السنوى العلنى على مقاعد مجلس النواب المصري، تحت شعار:

> عضو لكل مواطن… بشرط يكون ليه ظهر!

المزاد أقيم في قاعة مكيفة (طبعًا!)، بحضور عدد من رجال الأعمال، مشاهير الفيسبوك، أبناء العائلات، ومجموعة محترمة من هواة تصوير فيديوهات توزيع الكراتين. وعلى المنصة وقف المعلم سمسوم خبير التنسيق الانتخابى وهو يضرب المطرقة:

>نبتدي على بركة الله… المقعد الأول، دايرة فيها 3 مدارس بلا فصول مستشفى فيها دكتور واحد وطبيب بيطرى وطبعًا طريق بيغرق أول نقطة مطر… مين يفتح؟

من أول صف:

أبدأ بـ1000 شنطة تموينية و30 بوست في جروبات الدائرة على فيسبوك!”

رد من الصف التاني:

أعلى! 3 رحلات عمرة في الموسم، ومهرجان مشاوي على حسابي في الشارع العمومي!”

صوت من آخر القاعة، بلكنة رجل أعمال من العيار الثقيل:

“أدخل بـ500 ألف جنيه خدمات (ماحدش يسأل إيه هي)، ومكالمة توصية من شخصية مشهورة في العاصمة!”

—

المزايا الحصرية للمزايد الفائز:

مقعد مريح تحت القبة، مخصص للجلوس والنوم الآمن أثناء الجلسات.

فرصة ذهبية لتصوير فيديوهات شكر للناخبين، رغم إنه ماعملش حاجة لسه.

بدلة رسمية مدعومة بخبرة 10 دقايق في “المصلحة العامة”.

تصريح مرور في الكمائن مع ابتسامة “أنا نائب يا بيه”.

—

الوعود الانتخابية المعروضة بالمزاد:

“هنرصف الطريق اللي اترصف السنة اللي فاتت… بس بنوع تاني من الأسفلت!”

“هجيب لكم مستشفى خاص بس مجاني… للناس اللي أعرفها.”

“هخلي النور ميقطعش… في الشارع اللي ساكن فيه عمّي!”

—

الجمهور في المزاد؟

ما بين اللي بيهلل لأي حد بيقول “هنحارب الفساد”، واللي بيضرب تعظيم سلام للصور، واللي جاي مخصوص علشان كرتونة عليها صورة مرشح، خرج الجميع مبسوطين. حتى البوفيه كان عامل شغل محترم: كشري وساندوتشات لانشون وأحلام وردية.

—

وفي نهاية المزاد، تم بيع كل المقاعد… ما عدا واحد!

سأل الحاضرون:

> “هو ليه ما اتباعش؟”

رد المعلم سمسوم:

> “دا مخصص للي ناوي يدخل المجلس… يشتغل بجد!”

سكتت القاعة، واتجه الجميع ناحية الباب… محدش سأل عليه تاني.

—

ختامًا:

مع كل موسم انتخابي، نفس المسرحية، بس بشخصيات جديدة. والناس؟ لسه بتحاول تفرق بين النائب اللي بيشتغل… والنائب اللي شغال على نفسه بس.