ما فائدة وجود القواعد الأمريكية في قطر؟ وهل ستتحرك إذا ضُربت إسرائيل؟

ما فائدة وجود القواعد الأمريكية في قطر؟ وهل ستتحرك إذا ضُربت إسرائيل؟

 

بقلم: أيمن بحر

تُعد دولة قطر من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي، وذلك ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي الحيوي، ولكن أيضًا بسبب استضافتها لإحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهي قاعدة “العديد الجوية”.

لكن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخصوصًا في ظل النزاعات المتكررة بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة أو التهديدات الإيرانية، يطرح البعض تساؤلًا مشروعًا:
ما فائدة هذه القواعد الأمريكية في قطر؟ وهل سيكون لها دور إذا تعرّضت إسرائيل لهجوم واسع النطاق؟

أولًا: ما أهمية القواعد الأمريكية في قطر؟

وجود القواعد الأمريكية في قطر يخدم عدة أهداف استراتيجية للولايات المتحدة:

1. الرقابة والسيطرة الإقليمية: القاعدة تُمكّن الجيش الأمريكي من مراقبة التحركات في الخليج، إيران، العراق، أفغانستان، وسوريا.

2. دعم العمليات العسكرية: قاعدة العديد تُستخدم كنقطة انطلاق للعمليات الجوية في مناطق النزاع، وتضم قوات من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

3. حماية المصالح الأمريكية: سواء كانت مصالح اقتصادية، عسكرية، أو سياسية، القواعد تساعد في ردع التهديدات المحتملة ضد الحلفاء أو المنشآت الأمريكية في المنطقة.

4. توازن القوى الإقليمي: تعزز من التواجد الأمريكي مقابل النفوذ الإيراني المتزايد، وتحافظ على توازنات معقدة في المنطقة.

ثانيًا: هل سيتحرك الأمريكيون من قطر إذا ضُربت إسرائيل؟

هنا تتعقد الصورة. فرغم العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن تحرك القواعد الأمريكية تجاه أي تهديد لإسرائيل يعتمد على عدة عوامل:

قرار سياسي من واشنطن: استخدام القواعد في قطر للرد على هجوم ضد إسرائيل يتطلب قرارًا رسميًا من القيادة الأمريكية، وليس أمرًا تلقائيًا.

طبيعة الضربة ضد إسرائيل: هل هي ضربة محدودة أم حرب شاملة؟ هل الفاعل جهة دولة كإيران أم جماعة غير حكومية؟ الرد الأمريكي يختلف تبعًا لذلك.

العلاقة مع قطر: قطر قد لا توافق تلقائيًا على استخدام أراضيها لشن هجمات انتقامية ضد أطراف أخرى، خاصة إذا تعارض ذلك مع سياستها الخارجية المتوازنة.

الموقف الدولي: الولايات المتحدة قد تُفضّل التحرك ضمن تحالف دولي أو عبر دعم لوجستي غير مباشر، بدلًا من الدخول في صراع جديد انطلاقًا من الخليج.

ثالثًا: الموقف القطري

قطر رغم استضافتها لأكبر قاعدة أمريكية، تسير بسياسة خارجية قائمة على التوازن، وتحتفظ بعلاقات مع أطراف متعددة في المنطقة.
فهي تُدير قنوات اتصال مع إيران، حماس، وحتى طالبان، مما يجعلها تلعب دور الوسيط أكثر من كونها طرفًا مباشرًا في النزاع.

خلاصة:

وجود القواعد الأمريكية في قطر يخدم مصلحة واشنطن أولًا، والدوحة ثانيًا، لكنه لا يعني بالضرورة أن تلك القواعد ستُستخدم تلقائيًا لحماية إسرائيل في حال تعرضها لهجوم.
القرار في النهاية سياسي، وتحكمه توازنات دقيقة، تحسب فيها واشنطن وحلفاؤها التكلفة والفائدة من أي تحرك عسكري في المنطقة.

شاهد أيضاً

البرهان يكشف تفاصيل مغادرته الفاشر: غادرنا بعد محاولات اغتـيال ممنهجة واستهداف مباشر للقيادة

البرهان يكشف تفاصيل مغادرته الفاشر: غادرنا بعد محاولات اغتـيال ممنهجة واستهداف مباشر للقيادة     …

إعلام شلاتين يناقش السلوكيات السلبية بين المراهقين

إعلام شلاتين يناقش السلوكيات السلبية بين المراهقين   كتب / أيمن بحر في إطار الدور …