تنمية الإرادة وتقويتها 

تنمية الإرادة وتقويتها 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره إقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى، وبعد إن من وسائل التقدم والإزدهار هو تنمية الإرادة وتقويتها حيث تعتمد العوامل والمتغيرات الجديدة على إثارة الشهوات والغرائز، التي كثيرا مايؤتى منها المرء من جهة ضعف إرادته، وقلة قدرته على ضبط نفسه، والذي يعينه على ذلك بالإضافة إلى صحة العلم والإدراك قدرته على مواجهة دواعي النفس وغرائزها، ومن ثم كان لابد من الإعتناء بتقوية الإرادة، بالإضافة إلى تقوية التربية الإيمانية، وكذلك إعادة النظر في أهداف التربية ويتأكد هذا في التربية التي تتم من خلال المؤسسات الدعوية، فهي تهدف إلى تحقيق الإستقامة لدى المرء، وكثيرا ما تتجاهل الجوانب التي يحتاج إليها في حياته الدنيا، بل ربما وقفت عائقا دونها لأجل أن يتاح وقت أطول للمتربي. 

 

يتلقى من خلاله التربية في هذه المؤسسات الدعوية، ويتطلب ذلك الإعتناء بالإعداد لمتطلبات الحياة المادية، من خلال التعويد على تحمل المسؤولية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة في ذلك، وبيان أنه من تقوى الله وطاعته أن يسعى المرء في سبيل تحصيل مايحتاجه من مطالب الدنيا، وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه” رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو أحسبه قال إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خيرله من أن يسأل الناس” رواه البخاري ومسلم، ولئن كان الإحتطاب ونحوه هو مصدر الرزق المتاح في ذلك العصر. 

 

فمصادر الرزق في هذا العصر لها طبييعة أخرى تتطلب إعدادا، وتعلما لمهارات وعلوم تعين على الحصول على مصدر للرزق، ويتطلب ذلك بالإضافة إلى تصحيح هذه المفاهيم، إتاحة المجال، وتقديم الرأي والمساعدة للحصول على مصادر الرزق، والسعي إلى إيجاد برامج تدريب وإعداد وفرص عمل تحتضن الشباب وتؤمن لهم أسباب تحصيل الرزق، وكما أن من وسائل التربية هو الإرتقاء بالمربين ويشمل ذلك الإرتقاء بتفكيرهم ليستوعبوا المعطيات الجديدة ويتأهلوا للتعامل معها، وليكونوا قادرين على تجاوز الأساليب القديمة التي نشأوا عليها وألفوها، وحتى يرتقوا لفهم الجيل الجديد الذين يتعاملون معه ويربونه، ويستوجب ذلك تقديم برامج تدريبية للمربين والآباء والأمهات، وإذا كانت التربية عملية تلقائية فيما مضى يمارسها أي شخص. 

 

فالتحديات المعاصرة اليوم تفرض غير ذلك، ويحتاج الأمر إلى أن تقوم مؤسسات تربوية تقدم الدورات والبرامج التدريبية، وتعد مواد التعلم الذاتية للمربين، وكذلك السعي لإنشاء مؤسسات تربوية عامة حيث تفتقر مجتمعاتنا اليوم إلى مؤسسات عامة تحتضن أبناء المجتمعات المسلمة، فالشباب والفتيات اليوم يعانون من الفراغ، وسوف تزداد مخاطره تبعا للمتغيرات الجديدة، لذا فمن مسؤولية الدعاة والمربين السعي لإيجاد محاضن عامة لأمثال هؤلاء، ولايزال كثير من المربين يفكرون بعقلية منغلقة، ولايرون من الواقع إلا فئة محدودة ممن يتعاملون معه، وحين يسمعون مصطلح التربية يحصرونه في هذا الإطار، وكذلك توسيع دائرة الجهود التربوية حيث تتطلب هذه المرحلة توسيع الجهود التربوية وعدم إقتصارها على النخبة، فلئن قدمت مؤسسات الصحوة اليوم برامج تربوية متميزة للشباب أنتجت هذا الأثر الملموس.

شاهد أيضاً

وفد الشبكة العربية للإبداع والابتكار يلتقي النعيمي لبحث سبل التعاون 

وفد الشبكة العربية للإبداع والابتكار يلتقي النعيمي لبحث سبل التعاون  متابعة/ لطيفة القاضي  قام وفد …