الإحتفال بمولده بإتباع سنته

الإحتفال بمولده بإتباع سنته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، أحمده سبحانه على كل فضل وأشكره على كل نعمة، وأتوب إليه وأستغفره إعلانا وسرا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أحاط بكل شيء خبرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وقدرا، وأوصلهم رحما وبرا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن حقيقة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، والأمر كما قال الإمام أبو الوليد الباجي رحمه الله ” إن هذا الإحتفال بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس إغتنى بها الأكالون، فهؤلاء لا يحبون النبي صلي الله عليه وسلم على الحقيقة التي أرادها النبي صلي الله عليه وسلم، بل لا يتبعون في هذا الحب طريق سلف الأمة، إنما إفتعلوا الحب إفتعالا. 

 

ويقول الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ” ولا تغترّ بما عليه بعض الضالين المغرورين من المتصوفة واللاهين، الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا، ونشيدا ونغما، يزعمون أنهم بذلك يرضون محمدا صلى الله عليه وسلم بما يسمونه بالأناشيد الدينية، ويكثرون منها في أذكارهم وإجتماعاتهم التي يعقدونها في بعض الأعياد البدعية، كعيد المولد ونحوه، فإنهم والله لفي ضلال مبين، وعن الحق متنكبين، كيف لا وهم قد خلطوا الدين الحق بالهوى الباطل، وقلدوا المغنين الماجنين في موازينهم وأنغامهم الموسيقية، ويلتزمون في كل ذلك طرائقهم المميتة للقلوب الصادة عن ذكر الله وتلاوة القرآن؟ يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ” وبتتبع سيرته صلى الله عليه وسلم لم ينقل لنا أنه أمر بالإحتفال بمولده، أو أنه احتفل صلى الله عليه وسلم بمولده. 

 

أو أن أحدا احتفل بمولده في عهده صلى الله عليه وسلم فأقرّه، ولم ينقل عن أصحابه ناقل وهم أحب الناس إليه، أنهم احتفلوا بمولده مع قيام المقتضى، وإنتفاء المانع الحسّي من ذلك، فعلم أنهم إنما تركوه لقيام المانع الشرعي، وهو أنه أمر لم يشرعه الله عز وجل، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا هو مما يحبه الله ويرضاه، ولا مما يقرب إليه زلفى، بل هو بدعة حادثة تتابع على تركها أفضل البشر صلى الله عليه وسلم، وأفضل القرون رضي الله عنهم، وأفضل علماء الأمة، علماء الصدر الأول من الإسلام، وفي هذا الدليل العظيم، والأصل الأصيل مقنع لمن فتح الله على قلبه، وأنار بصيرته، ورزقه التوفيق والهدى والسداد” ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله ” وكذلك ما يحدثه بعض الناس، أي في الإحتفالات والأعياد، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام. 

 

وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والإجتهاد، لا على البدع من إتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، مع إختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنا وظاهرا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان” فاللهم تب علينا، اللهم خذ بقلوبنا إلى طاعتك، اللهم أعنا على جهاد أنفسنا لتتجنب جلساء السوء، اللهم أعنا على جهاد أنفسنا لنلحق بركب الأخيار الأبرار.

شاهد أيضاً

سحر عيناكِ

سحر عيناكِ بقلم خالد أحمد ………. عيناكِ بحر عميق أغرق فيه وما أحلى الغرق عيناكِ …