“إيماك لاجونز” رائدة البحيرات الصناعية من مصر إلي العالم

كتب : ماهر بدر

من قلب مصر انطلقت شركة مصرية لتحويل مفهوم الإقامة والسياحة الفاخرة من خلال تصميم وتنفيذ البحيرات الصناعية الضخمة (اللاجونات)، ليس فقط كمنتج جمالي، بل كتقنية متطورة تمتلكها الشركة وتسوقها عالميًا، لتصبح “إيماك لاجونز” أول شركة في المنطقة تقدم تكنولوجيا متكاملة لإنشاء وإدارة هذه البحيرات، محققة وفرًا بالملايين من العملات الصعبة ودافعة بعجلة التطوير العقاري إلى آفاق جديدة.

في حوار خاص، كشف د. جمال الكومي، رئيس مجلس إدارة شركة “إيماك لاجونز”، عن قصة تأسيس الشركة ورؤيتها قال الكومي : “فكرة البحيرات الصناعية (اللاجونات) ليست جديدة عالميًا، حيث ظهرت منذ نحو عشرين عامًا، لكنها كانت حلًا مثاليًا لتحديات التطور العمراني الكبير”.

من بحيرات الجمال إلى ضرورة تنافسية

وأوضح الكومي “التوسع العمراني أوجد تحديات أمام المطورين، خاصة مع اكتمال معظم السواحل الصالحة للمشروعات السياحية والسكنية الفاخرة. وأضاف: “أصبحت هناك قطع أراضٍ كبيرة موازية للشاطئ لكن بعرض محدود، مما جعل الوصول إلى البحر مباشرة أمرًا صعبًا. هنا برزت فكرة اللاجون كحل عبقري لنقل البحر إلى داخل المشروع”.

واللاجون، بحسب وصف الكومي، هو “محاكاة للبحر”، فهو مسطح مائي كبير ذو شواطئ رملية ونخيل وألعاب مائية، يمنح السكان نفس مميزات البحر، بل يضيف عليها قيمة أكبر وهي “الخصوصية والنظافة” التي توفرها حمامات السباحة التقليدية، ولكن على نطاق أضخم وأكثر فخامة.

ولم تكن الفائدة جمالية فقط، بل اقتصادية واستراتيجية، حيث قال: “الفكرة الثانية التي عززت انتشار اللاجونات هي تغيير مفهوم قضاء الأجازات. لم يعد الناس مضطرين للانتقال إلى الشواطئ البعيدة، فأصبح من الممكن أن يتمتعوا بهذه الميزة طوال العام في مكان سكنهم الأساسي، كما هو الحال في مشروعات التجمع الخامس والسادس من أكتوبر”.

من مستورد للتكنولوجيا إلى مُصدر لها: كسر الاحتكار

كان التحدي الأكبر الذي واجه صناعة إنشاء هذه البحيرات الضخمة، ليس من الناحية الإنشائية فقط، بل من ناحية تشغيلها وإدارة نظم تعقيم المياه المعقدة والضخمة، والتي تختلف كليًا عن تقنيات حمامات السباحة العادية.

وكشف الكومي عن أن هذا المجال كان محتكرًا من قبل شركة أجنبية واحدة تمتلك التكنولوجيا الوحيدة عالميًا لتشغيل هذه البحيرات. وكانت النتيجة أن تكاليف الإنشاء والتشغيل كانت باهظة، حيث يقول: “كانت الشركة الوحيدة المتحكمة في الأمر، وفي حالة أي عطل، كان يجب استقدام فنيين من الخارج، مما يتكلف أموالًا طائلة ويستغرق وقتًا طويلاً، وكانت العملة الصعبة تخرج من البلاد بالملايين”.

لم يقف الكومي وفريقه مكتوفي الأيدي أمام هذا التحدي، فبدئوا رحلة من البحث والتطوير بالتعاون مع شركة أمريكية، لتطوير تكنولوجيا مصرية خالصة. وأكد قائلاً: “قمنا بتسجيل براءة اختراع لهذه التكنولوجيا لحماية حقوقنا القانونية. وتحولنا من مجرد شركة لتصميم وتنفيذ البحيرات إلى شركة رائدة تقدم تكنولوجيا متكاملة لتشغيلها”.

ثورة في التكلفة والتحكم

كانت ثمرة هذا الابتكار تحولاً جذريًا في الصناعة المحلية. فأصبحت “إيماك لاجونز” تقدم التكنولوجيا والتشغيل بتكلفة بسيطة وبالعملة المحلية، مع توفير الدعم الفني على مدار الساعة وتدريب فرق التشغيل التابعة للمطورين محليًا.

وأشار الكومي إلى أن هذا الأمر منح المطورين “الاطمئنان” الكامل، قائلاً: “أصبح تشغيل البحيرة يتم من الداخل وليس من الخارج. أوقفنا نزيف خروج العملة الصعبة، ووفرنا الوقت والجهد والمال”.

آفاق عالمية وطموح لا يتوقف

لم يعد نجاح “إيماك لاجونز” محصورً داخل مصر، بل امتدت مشاريعها إلى خارج الحدود. فهي تنفذ حاليًا مشاريع في المملكة العربية السعودية، وتقوم بتنفيذ أول بحيرة صناعية في الهند.

ولم تتوقف خطة التطوير عند هذا الحد، بل كشف الكومي عن المشروع القادم للشركة، وهو استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة وتشغيل البحيرات. وقال: “نعمل حاليًا على نظام يقوم بتحليل بيانات المياه التي يتم إرسالها يوميًا من العميل عبر تطبيق خاص. النظام يقدم تقارير فورية للعميل ويوفر الدعم الفني بسهولة، مما يزيد من طمأنينة العملاء ويقلل الوقت والجهد إلى أدنى حد”.

وعن الرؤية المستقبلية، يطمح الكومي إلى أن تصل تكنولوجيا شركته إلى كل أنحاء العالم، مؤكدًا: “نسعى للمشاركة في المعارض الدولية الخاصة بالبناء وتكنولوجيا معالجة المياه، لنكون بإذن الله أول شركة مصرية تصل بهذه التكنولوجيا المتطورة إلى جميع الدول شرقًا وغربًا”.

وتختتم “إيماك لاجونز” قصة نجاحها بكونها نموذجًا مصريًا خالصًا حوّل التحدي إلى فرصة، والاستيراد إلى تصدير، محققةً أرباحًا مادية ومعنوية لمصر، وماضيةً بخطى ثابتة لترسم ملامح اللاجونات علي الخريطة العالمية

شاهد أيضاً

دراز رئيس مجموعة شركات ايروجيت العالمية فى أفريقيا يدعو للمشاركة في الوقفة الوطنية لدعم مصر أمام السفارات لمصرية في افريقيا

    كتب : هاني رجب دعا الدكتور سعيد دراز رئيس مجموعة شركات ايروجيت العالمية …