الشابو.. السم القاتل الذي يفتك بالشباب ويهدد المجتمع

الشابو.. السم القاتل الذي يفتك بالشباب ويهدد المجتمع

بقلم: المستشار بسام سيد 

لم يعد خطر المخدرات يقتصر على الأنواع التقليدية التي عرفها المجتمع منذ عقود، بل ظهر جيل جديد من المواد المخدرة الصناعية التي تُعد أشد فتكًا بالجسد والعقل. وعلى رأس هذه السموم يأتي مخدر الشابو المعروف علميًا باسم “الكريستال ميث”، والذي يصفه الأطباء بأنه “الموت الأبيض البطيء”، لما يحمله من مخاطر مميتة تطال الفرد والأسرة والمجتمع.

خطر يفتك بالصحة والعقل

يعمل الشابو على تدمير الجهاز العصبي المركزي، حيث يستنزف المواد الكيميائية الطبيعية المسؤولة عن التوازن النفسي والسعادة مثل “الدوبامين”، فيدخل المتعاطي في دوامة من النشاط الزائف يعقبها انهيار شديد. ولا يتوقف الخطر عند هذا الحد، بل يسبب المخدر تسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والجلطات الدماغية والسكتات القلبية المفاجئة، وهو ما يفسر ارتفاع حالات الوفاة بين المتعاطين.

أما على الجانب النفسي، فإن الهلاوس السمعية والبصرية والعدوانية الشديدة والاكتئاب الحاد تُعد من أبرز الأعراض المصاحبة لتعاطي الشابو، الأمر الذي قد يقود في النهاية إلى الانتحار أو ارتكاب جرائم عنف مروّعة.

أسر تتفكك ومجتمع ينهار

لا تقتصر مأساة الشابو على الجسد والعقل فقط، بل تمتد لتطال البنية الاجتماعية ككل. فمدمن هذا السم يفقد عمله ويخسر أسرته، وتبدأ رحلة التفكك الأسري والمشكلات الزوجية والاجتماعية. ومع ازدياد حاجة المدمن للمال، تتجه بعض الحالات إلى السرقة والاعتداء بل وحتى جرائم القتل من أجل الحصول على الجرعة، ما يرفع معدلات الجريمة في المجتمع ويهدد استقراره وأمنه.

تهديد مباشر للأمن القومي

يمثل انتشار الشابو بين فئة الشباب تحديًا خطيرًا للأمن القومي، فالشباب هم عماد أي أمة ومستقبلها. وإذا أصيب جزء كبير منهم بالإدمان، فإن ذلك يعني ضياع الطاقات الإنتاجية والعقول المفكرة والقدرات البدنية التي يحتاجها المجتمع للتنمية. وبدلاً من أن يكون الشباب قوة للبناء، يصبحون عبئًا ثقيلاً على الدولة وأجهزتها الصحية والأمنية.

كيف نواجه الخطر؟

التصدي لمخدر الشابو يتطلب استراتيجية شاملة تبدأ من الأسرة التي يجب أن تراقب أبناءها وتفتح قنوات حوار معهم، مرورًا بالمدارس والجامعات التي يقع على عاتقها دور كبير في التوعية