المناصب لا تدوم.. فاتعظوا قبل فوات الأوان
بقلم : هاني رفعت
من المؤسف أن نرى الكثيرين يتصارعون ويتناحرون من أجل كرسي أو منصب، وكأن هذا المنصب سيخلّدهم أو سيحملهم إلى قبورهم. الحقيقة المؤكدة أن الكراسي زائلة، والمناصب أوهام لا تدوم، وما يبقى للإنسان بعد رحيله هو عمله، وذكره بين الناس، إما بالخير وإما باللعنات.
لقد غاب عنا بالأمس من كانوا بيننا، رحلوا فجأة بلا موعد أو إنذار، ولم ينفعهم مال ولا منصب ولا جاه. وإنما حملوا معهم عملهم، خيرًا كان أو شرًا.
قال الله تعالى:
“كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” [آل عمران:185].
وقال النبي ﷺ:
“الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم” [رواه الترمذي].
فأي لعنة أكبر من أن يقضي الإنسان عمره يركض وراء كرسي زائل، ويبيع آخرته بدنياه؟
رسالتي لكل مسؤول أو صاحب منصب: اتقوا الله في أنفسكم، وفي الناس الذين حملوكم أمانة، ولا تنسوا أن الكراسي ستزول، وأن المناصب ستُنسى، وأن المال سيُترك، ولن يبقى إلا ما قدمتم من عمل صالح أو طالح.
الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، وما ينفعنا عند الله هو ما زرعناه من خير، وما حفظناه من أمانة. فاغتنموا أعماركم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.
لنرتقِ بمجتمعنا” أو “لتكن المناصب وسيلة خدمة لا وسيلة صراع
ولنجعل ذكرنا بين الناس طيبًا، ليبقى لنا بعد رحيلنا ما يشهد لنا لا ما يشهد علينا.