أخبار عاجلة

صرخة الضمير في زمن الصمت

بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف 

صرخة إنسانية في وجه الكيان الصهيوني العدو الغاشم وفي قلب العالم أجمع عن غزة أتحدث القطاع الصغير ذو الكثافة السكانية العالية تتحول يومًا بعد يوم إلى رمز للألم والمعاناة في ظل حصار خانق وتصعيد عسكري لا يتوقف ومشاهد التجويع وصور القتل وأصوات الدمار تتوالى على مرأى ومسمع العالم أجمع ولا يزال المجتمع الدولي يقف متفرجًا وكأن الأزمة لا تعنيه وكأن أرواح الأبرياء لا قيمة لها .

 

الجوع سلاح مميت يفتك بالأبرياء وحصار وتجويع ووضع كارثي غير مسبوق الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والمستشفيات تنهار والنظام الصحي على وشك الانهيار التام مما يحول أبسط الإصابات إلى تهديد حقيقي للحياة .

 

صور الأطفال الذين أنهكهم الجوع والرضع الذين لا يجدون حليبًا هي دليل دامغ على أن التجويع يُستخدم كسلاح حرب من الصهاينة في إنتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية كيف يمكن للعالم أن يرى هذه المشاهد المروعة ويظل صامتًا أليس لهم قلوب تشعر أليس لهم أعين يبصرون بها

إبادة جماعية على مرأى العالم .

 

إن ما يحدث في غزة يتجاوز كونه صراعًا عسكريًا إنه يقترب من كونه إبادة جماعية القصف العشوائي لا يفرق بين مدني أو مقاوم والمنازل تُدمر فوق رؤوس ساكنيها والمدارس والمساجد والكنائس التي من المفترض أنها دور عباده وملاذات آمنة تُستهدف بلا هو أداة عدد الشهداء يتزايد بشكل مرعب يوميًا بعد يوم والعديد منهم من الأطفال الأبرياء الذين لم يروا من الحياة إلا الموت والدمار .

 

صمت دولي رهيب متى يتحرك الضمير العالمي والمجتمع الدولي ممثلاً في المؤسسات الأممية والقوى الكبرى يبدو وكأنه في سبات عميق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن لا تُطبق والدعوات لوقف إطلاق النار تذهب إلي الرياح تُفرض العقوبات على دول لمجرد إنتهاكات أقل جسامة بينما تستمر الكارثة الإنسانية في غزة بلا رادع ما الذي ينتظره العالم هل ينتظر حتى تُباد غزة عن بكرة أبيها لتتحرك ضمائرهم المتجمدة ليس لأهل غزة سوى الله ناصر المستضعفين .

 

وفي هذا السياق نستحضر قول الله تعالى في كتابه الكريم

(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) .

وهذه الآية الكريمة تذكير بأن عدل الله آتٍ لا محالة وأن الظالمين لن يفلتوا من حسابهم مهما طال أمد ظلمه وأيضًا ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث شريف يؤكد فيه على أهمية التكاتف ونصرة المظلومين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة (صحيح البخاري ومسلم) .

 

نداء أخير إلي الضمير العالمي أوقفوا المجزرة

آن الأوان أن يستفيق الضمير العالمي آن الأوان أن تتوقف هذه المجزرة بحق الإنسانية يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية وأن يمارس أقصى درجات الضغط لوقف إطلاق النار فورًا وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ وحماية المدنيين الأبرياء الصمت ليس خيارًا والتفرج على هذه الجرائم هو مشاركة فيها .

 

اللهم يا ناصر المستضعفين ويا غياث الملهوفين ويا ملجأ المظلومين أنصر أهل غزة وثبت أقدامهم وأكشف عنهم الكرب وأحقن دماءهم وأحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم اللهم رد كيد اليهود في نحورهم وأجعل تدبيرهم تدميرهم اللهم آمين يارب .

شاهد أيضاً

الجوكر في التعليم.. 

الجوكر في التعليم..  كتبت رونا خالد    من هو الجوكر في التعليم بمحافظة الجيزة، وبالأخص …

🏆 مدارس المدينة سكولز تهنئ المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة على إنجازه التاريخي بفوزه على المنتخب الفرنسي 🇲🇦

🏆 مدارس المدينة سكولز تهنئ المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة على إنجازه التاريخي …