جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
كتب:
هبة هيكل & عصمت أبو الروس
في وقت أصبح فيه العدل ورقًا، والقلوب مثقلة بالمصالح، هناك من لا يزال يكتب بخط اليد ما عجزت عنه التشريعات. وفي أشمون، لم يكن مركز الشرطة مجرد مؤسسة تنفيذية، بل منصة للرحمة، ونقطة نور خرجت منها قصة تستحق أن تُروى للأجيال.
💔 حُكم بالسجن.. وصمت العالم
امرأة مريضة، من الغارمات، تحمل جبالًا من الهمّ في قلبها وورقة حكم قضائي في يدها، تُساق إلى السجن بثلاث سنوات لا لذنب سوى أنها عجزت عن الوفاء بدين لم يكن ترفًا، بل محاولة للبقاء.
طرقت أبوابًا كثيرة. جفّ صوتها على نداءات استغاثة لم يسمعها أحد. حتى وصلت إلى باب لم يكن كغيره.. باب مأمور مركز أشمون، العميد محمد أبو العزم.
🤝 قرار لا يُتخذ.. بل يُولد
حين دخلت عليه، لم يكن أمامه سوى خيارين: أن يتعامل باعتباره مأمور مركز، أو أن يتصرف كما لو أنه ضمير حيّ في هيئة إنسان. اختار الثاني.
لم يطلب تبريرًا، لم يحقق، لم يسأل عن الرقم. فقط مد يده إلى جيبه، وأخرج المبلغ المطلوب وسدده من ماله الخاص. لا ضجة. لا كاميرات. فقط رحمة خالصة نابعة من رجل لم يخلع إنسانيته تحت الزي الرسمي.
⚖️ القانون يبتسم.. والحرية تُمنح
بفضل هذا التصرف، بدأت الإجراءات القانونية لإلغاء الحكم الصادر بحق السيدة، لا كمنّة ولا كمنحة، بل كاستعادة لكرامتها التي كادت أن تُسجن معها.
ما فعله العميد أبو العزم لم يكن تدخّلًا قانونيًا، بل تضميدًا لجراح قانون لم يستطع احتواء وجعها.
🚨 الشرطة.. ليست سلطة فقط
في هذا المشهد النبيل، يتجلّى وجه الشرطة الحقيقي — الذي كثيرًا ما يُغيّبه النقد الجاهز. مأمور المركز لم يكن رجل أمن فقط، بل كان وطنًا صغيرًا لهذه السيدة، حين تخلى عنها الجميع.
🌟 في الختام…
في زمن تتقافز فيه الحكايات السوداء، تبقى المواقف البيضاء مثل هذا الموقف، راية مرفوعة باسم الشهامة والنبل والضمير الحي.
وللعميد محمد أبو العزم، نقول:
> “ربما لا تُكتب البطولات في الصحف، ولكنها تُسجل في ضمائر الناس.. وضميرك قد كتب اليوم قصةً لن تُنسى.”
🖋️ بقلم: هبة هيكل & عصمت سنوسي أبو الروس
الحق لا يُصنع بالقوانين فقط، بل يُحيا في مواقف الرجال.
