أخبار عاجلة

حيي بن أخطب يكشف أمر رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كيف كان إعتقاد اليهود وأهل الكتاب في رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم قبل أن يبعث، وكيف كان موجود عندهم في التوارة والإنجيل، أما خبر سيدا بني النضير حيي بن أخطب وأبو ياسر، فما أعجبه من خبر، وهو يدل على معرفتهم به ويدل على سبب جحدهم رسالته وهذا الخبر عنهما ترويه لنا أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها زوج النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامها، حيث قالت كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف.

 

غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس، فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما إلتفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم، قالت وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب أهو هو؟ قال نعم، والله قال أتعرفه وتثبته ؟ قال نعم، قال فما في نفسك منه ؟ قال عداوته والله” وهذا كعب بن أسد وهو سيد بني قريظة ينصح قومه حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد نقضهم للعهد الذي بينهم وبينه وتحزبهم مع الأحزاب ضد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما أيقنوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم، قال كعب بن أسد لهم يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون وإني عارض عليكم خلالا ثلاثا، فخذوا أيها شئتم قالوا وما هي ؟ فكان مما عرضه عليهم.

 

قوله نتابع هذا الرجل ونصدقه، فوالله، لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل وإنه للذي تجدونه في كتابكم، فتأمنون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم، فرفضوا وأبوا” وها هم نصارى نجران يصرحون بنبوته لبعضهم البعض، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إليهم يدعوهم فيه إلى الإسلام، فلما قرأ الأسقف الكتاب فظع به وذعر ذعرا شديدا، ثم دعا أهل الرأي في نجران فأطلعهم على الكتاب وتشاوروا فيه، فإجتمع رأيهم على أن يبعثوا وفدا إلى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فإختاروا ستين راكبا، منهم أربعة عشر من أشرافهم، يتزعمهم ثلاثة منهم وهم العاقب وكان أمين القوم، وذو رأيهم وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره، واسمه عبد المسيح، والسيد وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل، وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مراميهم. 

 

وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم من النصرانية قد شرفوه وقبلوه وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم عنه من إجتهاده في دينهم، فلما توجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران، جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى المدينة وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره في الطريق، فعثرت بغلة أبي حارثة، فقال كرز تعس الأبعد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو حارثة بل أنت تعست، فقال ولم يا أخ ؟ قال والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر، قال له كرز وما يمنعك وأنت تعلم هذا أن تتبعه ؟ قال ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا وأمرونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو قد فعلت نزعوا منا كل ما ترى، فأضمر الإسلام أخوه كرز بن علقمة، وأسلم بعد ذلك.

شاهد أيضاً

الخاطره الثامنه عشر ـ السوشيال ميديا

#الخاطره_الثامنه_عشر #السوشيال_ميديا بقلم/ #نسرين_شحاده هل أنت مدمن سوشيال ميديا؟ هذا السؤال يجب أن نتوقف عنده …