كتب سمير ألحيان إبن الحسين
(أن أكون ذيلا لأهل الحق خير لي من أن أكون رأسا لأهل الباطل)
— السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
— بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
فياأحبابي في الله إعلموا أن الطريق إلي الله صعب وشاق ومليئ بالعقبات والمطبات خصوصا في هدا الزمان المنحط والمنحل والعديم الأخلاق والمثل والدي أصبح يبارز الله فيه بالدنوب والمعاصي جهارا نهارا هدا الزمان الدي بزغ فيه الباطل وأفلت وغابت فيه شمس الحق والدي إنبري وإنبجس فيه الشر وإنمحق فيه الخير وإندرس بإندراس المثل والقيم لدا صارت غربة الإنسان المسلم فيه أنكا واعمق وأشد فهو صار يحارب حربا هوجاء شعواء غشماء في جميع الإتجاهات والمناحي فهو في معركة أرضها مفتوحة وليس لها حدود ومعالم معروفة يحارب أعداء ضاهرين وكثير منهم مستترين مستخفين خلف كثير من الأقنعة والمسميات التي تحير الإنسان وتفتنه في دينه ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم (إنه سيأتي يوم علي أمتي القابض فيه علي دينه كالقابض علي الجمر) والطريق إلي الله تبدأ بتلك الخطوة الجبارة التي يخطوها الإنسان والتي تشكل نقطة حاسمة ومحددة لمسار حياته خطوة ينعثق فيها الإنسان من ضلمات الكفر والضلال والبهتان والغي والعصيان إلي دوائر النور الثلاثة الموصلة والمؤدية والمعبدة للإنسان إلي الرحمان تبتدأ بإسلام المرء فعندما يدخل الإنسان إلي الإسلام الحقيقي وليس الصوري والشكلي فكثير من المسلمين اليوم هم مسلمون شكلا لا مضمونا أو مسلمون بالوراثة قلت عندما يدخل الإنسان إلي الإسلام ويقوم بتصحيح وتحقيق إسلامه ويبدأ في تطبيق أركانه التطبيق الصحيح يكون حين داك قد قفز وخطا تلك الخطوة الجبارة نحو الله ونحو خالقه بيقين وثبات ومع الوقت يبدأفي الإنعتاق من الدائرة الأولي ويدخل إلي الدائرة الثانية القريبة من المركز فيزداد بدالك ويتقدم إلي الله زلفي وقربى وهاته الدائرة الثانية ماهي سوي دائرة الإيمان بكل محمولاته وبكل مدلولاته وبكل قيمه ومرتكزاته وهاته الدائرة تتطلب من المسلم مزيدا من الصبر والمجاهدات لتحقيقها وقطف ثمارها ودالك بالوقفات مع النفس ومجاهدة الأهواء والشهوات أي تعتبر هي بمتابة ترتيب البيت الداخلي الباطني للإنسان المسلم ألاوهو القلب وعلاقته بقضية المعتقد ودالك بالعمل الباطني الداخلي بأركانه فبها يعرف الإنسان معرفة حقة ربه حق معرفته ويعرف بها الجزء الغيبي المخفي في إيمانه كمن هم الملائكة ومن هم الأنبياء والمرسلين الدين لم يرهم ولم يشاهدهم بل قرا عنهم و حكي له عنهم وبعمله بهاته الأركان الإيمانية يزيد تعمقه في دينه وقربه لحبيبه فيكون قاب قوسين أو أدني لينعتق من تلك الدائرة وتبدأ نفسه عن غير وعي وعن غير إدراك تتشوق وتتشوف وترغب وتشتهي الدخول إلي رحاب مركز الدوائر وقمة المنال والمبتغي وهاته الدائرة التي هي خاتمة الدوائر الإيمانية النورانية الربانية الثلاث والتي ماهي سوى دائرة الإحسان والمحسنين فهي بيت قصيد كل عابد وكل زاهد وكل عالم وعارف بالله ففيها يلتقي أو تلتقي نخبة وعصارة الأولياء والأصفياء والأنقياء والأثقياء ففيها يجتمع طرفي المجد للإنسان فأنت عندما تجمع العمل بأركان الإسلام وأركان الإيمان في نفسك تكون قد حققت وبلغت مفهوم وجوهر الإحسان فتكون في تلك الحال وتصبح وتصير كمن يعبد ربه كما لو أنه يراه باديا أمامه فتعضم عنده مكانة وقيمة الرقابة والمراقبة الإلهية لربه فيصبح لايقوم بأي شيء سواء في سره أو علانيته إلابمستند أو دليل ديني وشرعي فيصبح في تلك المرحلة وفي دالك الأوج كله لله يبيع نفسه لله يتاجر مع الله وفي تلك المرتبةوالمقام يطلق فيها الإنسان الدنيا طلاقا ثلاث لارجعة فيه فيكون والحال هاته الإنسان كل تمتعه ولدته وشهوته ورغبته كلها لله ولتقرب لله إدا يصل الإنسان ويبلغ فيها إلي منتهي وقمة الكمال والإكتمال وكل هدا الدي قلناه وأسلفناه لايجب علي الإنسان المسلم أن يغفل في مسيرته ومعراجه الإيماني إلي ربه عن تلك الثنائيات التي سطرها الشرع الحنيف والعلماء الأصوليين والربانيين لأنها هي الضابط والمحدد والحامى للإنسان لمعتقده ودينه فهي التي تجعل من الإنسان وسطيا معتدلا غير جانح ومتشدد أو منحل في دينه وسطي بحسب فهم سلف الأمة لمفهوم ومغزى التوسط والإعتدال ألم يقل الله سبحانه وتعالي في محكم دكره (وكدالك جعلناكم أمة وسطا ) وهاته التنائيات ماهي سوى تنائية الحلال والحرام والوعد والوعيد والترغيب والترهيب والولاء والبراء والخوف والرجاء والمحكم والمتشابه فبها قوام الدين فهي حصن الملة والعقيدة والشريعة وهي مناط التوحيد ففي الأخير فكان الله في عون أهل الإخلاص وحراس العقيدة وحماة التوحيد في هدا الزمان ومايقاسونه من منغصات وإكراهات وويلات وتنكيل وإضطهادات من كل جيوش الشر والخبث والمكر والمنكر فهم في حرب مفتوحة ليل نهار مع الكفر والبغي والعثو والعدوان وهم يرون أن أمة محمد صل الله عليه وسلم وصل بها الدل والهوان إلي هدا الحد وهدا المئال فأصبحت تنتضر كلاب الغرب وهي ضاحكة مستبشرة بالنصر والفوز،قلت تنتضر كلاب الغرب الكافرة المنحطة أن تنصر لها دينها وتعلي من شأنها وتدافع عن مبادئها وقضاياها بضربات صاروخية ترامبية أو بوتينية أو أوروبية وهي لاتعلم وتعيش في سبات عميق وهي لاتدري أن اليهود والنصاري لن يرضوا عنهم حتي يتبعوا دينهم المشؤوم اللعين فالمثل والحكمة المتواثرة المعروفة تقول (إرحموا من الناس ثلاث عزيز قوم قد ذل وغني قد إستفقر وعالم أحاط به الجهلاء) وهؤلاء لايرحم فيهم أحد في هدا الزمن التعيس الأغبر والرسول صل الله عليه وسلم قال أيضا (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويحترم كبيرنا ويعطي لعالمنا حقه) فكيف لأمة أن تتقدم وأن تنهض وأن تعز وهي لاتتبع ولاتنصت لكلام نبيها ولتوجيهات علمائها فهل بعد هدا الدل من دل أوليس هادا قمة الدل والوضاعة والهوان بلى وألف بلى فهو منبع البلوي والبلاء فويل لأمة تشرب مما لاتعصر وتأكل مما لاتزرع وتلبس مما لاتنسج ويل لأمة القبح فيها جمال والزركشة عندها هي منتهى الكمال : فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال في حديثه الشريف الحنيف :(ويل للعرب من شر قد إقترب)
_ وأنا أظنه قد إقترب وأفعالكم هي المسرعة له في القدوم والقرب فأفيقوا وإستفيقوا يامسلمين و ياعرب.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 