أخبار عاجلة

عشر ذي الحجة منحة من رب العزة :

عشر ذي الحجة منحة من رب العزة :
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__من لطف الله بنا تتابع مواسم الطاعات…
ما إن توشك شحنات الإيمان الرمضانية على النفاد حتى يتلطف الله بنا بعشر ذي الحجة…
وما إن ينتهي ذو الحجة حتى يأتينا المحرم بتاسوعائه وعاشورائه… فيمتلئ القلب قبل النفاد، ويزهر الروض بعدما أوشك على الذبول…
وأروع ما في عشر ذي الحجة أنها حجة بالقلب لمن حرم ان يذهب إلى هناك بجسده…
فالصيام تروية لمن تعطش للصيام بعد رمضان…
وقيام ليلها الطويل أشبه ما يكون بحال الأشاعث المغبرين يوم عرفة..
ودعوات المحبين على الإفطار فيها أشبه بفرحة الذابحين للهدي المبتسمين الفرحين بقرب انتهاء الموسم في خيام منى…
أما ذكرها فما أحلاه… كذكر من يفيض في الحج تدمع عيناه من حلاوته رغم جفاف حلقه من كثرته ساعة الإفاضة..
أما صيام عرفة فما أحلاه وقد ندبك الله لصيامه ولم يندبه للحاج…كأنه يقول لك:
إذا كان الواقفون بعرفة ينتظرون ساعة الغروب ليستشعروا برد القبول،فأنت مثلهم تنتظر غروب يوم عرفة صائما مستشعرا تكفير ذنب عام مضى وعام بقى…
أما فرحة العيد فاسألوا من رزقه الله صيام التسع وقيامها والتلذذ بالذكر فيها… كيف وجدت فرحة العيد؟! لتعلموا أن العيد الحقيقي لمن كان قبله على عرفات في مكة،ولمن كان مثله مقيما على الطاعات في غير مكة!!
أما غيرهم فعيدهم حلو المنظر باهت المذاق..
فسبحانك ربنا..
وكأن هذه الأيام العشر إدراك لقلوبنا من أن تصيبها القساوة بعدما أحاطت بها في رمضان النداوة..
كأني بالله عز وجل يسبب لنا كل حين أسباب التوبة والمغفرة…علنا نكون من أهلهما..
“والله يريد أن يتوب عليكم”
وكأني بها طوق نجاة، وتجديد إيمان، واستدراك حال، وتعرض جديد للرحمات..
وكأني بها قبل هذا كله سبب جديد من أسباب التذلل والافتقار إلى الله في كل جنبات الأرض أن ينجي عباده المؤمنين في أرض الرباط…
فنحن إنما نقاتل عدونا بالشدة والإباء كما نقاتله بجند السماء ومشاعر الإخاء!!
باختصار…أيام العشر هاته بالذات إنما هي منحة لنا لنستغفر الله من ذنبين:
ذنب التقصير في حقه..
وذنب التقصير في حق إخواننا..
وعلى قدر الصدق يكون العفو..
فاستعدوا وأقبِلوا.
فالعشر الأول من ذي الحجة….لو استمتعت بالعبادة فيها ستشعر أنك كنت في حجة!!

شاهد أيضاً

ما الجديد لتبتئس؟

ما الجديد لتبتئس؟ كتب سمير ألحيان إبن الحسين __ يصلي بنا إمام مسجدنا الصلوات الجهرية …