#الخاطره_الرابعه_عشر
#الصوره_الذاتيه
بقلم / #نسرين_شحاده
الصورة الذاتية هي إنعكاس لرؤيتك الشخصية لنفسك.
ليس بالضرورة أن تكون صورتك الذاتية هي حقيقتك فهناك كثير من الاشخاص يرون إنعكاس في المرآة لصورتهم علي غيّر حقيقتها .
فمثلا من الممكن أن يري شخص نفسه زائداً في الوزن جدا في حين إن وزنه الحقيقي مناسب و طبيعي ومن الممكن أيضاً العكس تماما أن يري الشخص نفسه وزنه مناسب جدا مع إنه ممتليء جدا و يحتاج أن يأخذ خطوات لحساب نفسه
ولا يغفل عننا ولا ننسي إضطرابات الطعام تحدث لعديد من الناس و خصوصا في سن المراهقة اضطراب الأكل هو اضطراب عقلي يُعرّف بأنه عادات غذائية غير طبيعية تؤثر سلبًا على الصحة البدنية أو العقلية للشخص وتشمل
▪️اضطراب نهم الطعام حيث يأكل الناس كمية كبيرة في فترة قصيرة من الوقت، ▪️وفقدان الشهية العصبي حيث يأكل الناس قليلًا جدًا وبالتالي يكون وزن الجسم منخفض
▪️و النهم العصبي: حيث يأكل الناس كثيرًا ثم يحاولون التخلص من الطعام
وهذا السلوك وكل هذه الاضطرابات هي تحدث نتيجة لتشوه في الصوره الذاتية.
ولو حاولنا تخيل صورتنا الذاتية لكي تستطيع تخيلها بشكل اقرب فتعالي معي وتخيل نفسك في ممر طويل مظلم وفي نهايته علي الحائط أمامك بورتريه كبير يوجد عليه إضاءة وهذا البورتريه هو صورتك هو انت كيف تتخيل هذا البورتريه ؟
تعالي معي نتخيل شكله وملامحه ، هل هو شخص يرتدي ملابس كلاسيكيه مثلا أو ملك أو ، أمير أو شخص غير مرتب و ممزق أو موجوع أو بسيط أو منكسر كيف تتخيل هذا البورتريه و ما شكل تعبيرات الوجه والخطوط في وجهه اللتي تعبر عن رحلته و عمرها ومعانتها هذه هي الصوره الذاتيه اللتي بداخلك اللتي تراها عندما تنظر في المرآه
الحقيقة إنك تري في المرآه ما تعلمه وما تعتقده أنت عن نفسك ولا تري حقيقتك
من يري حقيقته هو الشخص الذي يتوافر لديه وعي و إستبصار كافي بنفسه بمعني إنه خضع لرحله إستكشاف ذاتي و خضع لرحله وعي و دراسة لنفسه بشكل جيد وهذا هو الأهم علي الإطلاق أن يتوافر لدينا وعي بأنفسنا لأن هذه هي العلاقة الأهم فهذه العلاقة عندما تكتمل وتصبح علاقه ناضجه ينعكس ذلك علي كل علاقاتك الأخري بمعني عندما تصبح علاقتك بنفسك متزنه وواضحه و بها خطوط عريضه أساسية تراعيها و تحترمها جميع علاقاتك الأخرى تنتظم بما فيهم علاقتك بالخالق عز وجل وعلاقتك الروحانيه فبالتالي أنت محتاج أولا ضبط هذه العلاقة
كيف أحسن صورتي الذاتية؟
يوجد مفهوم شائع بإننا سوف نصبح نسخة أفضل من أنفسنا إذا قمنا بالعمل علي أنفسنا وعلي عيوبنا عندما نستطيع أن نتخلص مثلا من صفاتنا السيئة مثل صفه البخل أو العصبية أو أي عيب شخصي في شخصيتنا.
وهذا يعتبر إجحافا شديدا لإننا لا نتغير فقط عندما نعمل علي عيوبنا ولاكننا أيضا نتغير عندما نحسن من مميزاتنا عندما نراعي المميزات ونعمل عليها بمعني إن وعيك بمميزاتك ليس بغرور و إعترافك لنفسك بمزاياك و تقديرها لا يوجد به أي غرور أو تعالي علي الأخرين بالعكس تماما بل هو نوع من أنواع التقدير لذاتك
وعندما ندرك قيمه الشيء ونقدره بالتالي نحافظ عليه، الشيء الغالي دائماً نحافظ عليه ونضعه في مكان غالي و نفعل ما يجعله يزدهر كذلك نفسك لو رأيت و ادركت مميزاتك ستحافظ عليها أكثر و تحترمها أكثر وتقدرها أكثر فبالتالي محتاج تعطي لنفسك تقدير مستمر و تبروز داخلك كل اللحظات الجيدة اللتي تسعي فيها واللتي تحاول فيها بشكل جيد لإيجاد نسخه أفضل منك.
نحن غالبا نقع في صراع بين فكرتين وهذا ما ينتج عنه تشوه للصوره الذاتيه الفكره الأولى هي إننا نبالغ في جلد الذات أو الفكره الثانية إننا نعيش في دور الضحية وإننا دائما أشخاص مجني عليها او إننا في هذه الحياه مسيرين في كل شيء و اننا دائما رد فعل للآخرين وليس لدينا أي إختيار وكل هذا غير حقيقي بالمره
نحن دائماً مسؤولون وطول الوقت في حاله إختيار وهذا الإختيار هو ما سوف نتحاسب عليه فيما بعد هذا الإختيار هو ما يحدد حياتنا الحالية وهو اللذي يجعلك تبدأ كل بدايه جديده بقوه معينة و طاقه معينة فاختيارك الحالي هو ما يحرك حياتك إلي الأمام فأنت محتاج تختار أختيارات لحسابك و لتقديرك لذاتك وفيها إحترام لنفسك و تقدير لكرامتك
كيف احسن صورتي الذاتية أمام نفسي؟
أبدء في تحسين هذه الصورة عندما أتوقف عن التقليل من نفسي بمعني أتوقف عن لومها ومقارنتها بالغير
طبيعتنا كبشر إننا كائنات تنافسية من الطبيعي إنك تنظر إلي جانبك لكي تتحرك و تقارن نفسك بغيرك والحقيقة علي قد ما المقارنات غير صحيه إلا إنها تعطيك حافز ولاكن المشكلة إننا بنقارن مقارنات غير منطقية وليست علي أساس سليم بمعني إنك تقارن ما لديك من نواقص بما يزيد عند غيرك و تقارن عيوبك بمميزات الاخرين فتشعر طوال الوقت إنك Left out و إنك متأخر جدا و إنك مش غير قادر علي الوصول و طبعاً هذه المقارنات زادت جدا مؤخراً نتيجه السوشيال ميديا لأنك بتعمل scrolling عشر دقائق بتخرج منهم لديك شعور بالإحباط و تشعر إنك محطم
و تبدأ تقول لنفسك أنا مش ناجح زيهم أنا لا أمتلك بيوت فارهه مثلهم أنا لست شديد الجمال مثل هؤلاء الأشخاص ولا أمتلك قوام ممشوق مثلهم وهكذا هذه المقارنات المستمرة تقوم بتشويه صورتك عن نفسك وتشعرك طوال الوقت إنك اقل ممن حولك.
ثالثا و الأهم: المخزون اللي إحنا عيشين بيه من محصله كلام سلبي أتربينا عليه من كلام أم بتنتقد أو من خاله لطيفه أو من عمه بتقول كلام بايخ أو من أصدقاء المدرسة اللي كانوا بيتنمروا أحيانا وكل واحد فيهم كان بيتكلم من وجهه نظره عن نسخ سابقة منك وليست النسخ الحالية فأنت حتي الآن محمل بهذه الاستياءات و عايش بيها فتأخرك وترجعك للخلف .
تستطيع تغيير هذه الصوره عندما تتحرر من هذه الجمل عندما لا تسمع نفسك الكلام السلبي وتصدقه فتبدأ تكتشف إن لديك أشياء كثيره جدا جيده تستحق التقدير و الإحترام صورتك عن نفسك يمكن إعاده رسمها لو سمحت لنفسك بهذا لو قررت تبدأ صفحة بيضاء ترسم فيها تفاصيل جديده جيده تشتغل عليها
التأكيدات affirmations أو تقدير الذات أو الرسائل الإيجابية مش خرافات ولا خزعبلات بالعكس تماما لما قلت لنفسك الكلام السلبي مرات و مرات تكرر علي أذنك صدقته كذلك عندما تكرر علي نفسك الكلام الجيد بعد فتره مخك سوف يقوم بتسجيله ويصدقه و يتبرمج بطريقة جديدة تجعلك تعامل نفسك بطريقة أحسن و بتقدير أفضل وتستطيع إيجاد صورتك الذاتية الحقيقية اللتي ترسمها أنت بنفسك.
ونتقابل المره القادمة إن شاء الله في خاطره جديده نتشاركها سويا.
نسرين شحاده.