أخبار عاجلة

عبد الفتاح السيسى استعداده لبناء معابد يهودية فى مصر إذا دعت الحاجة لدعم جالية يهودية

كتب/ أيمن بحر

فى خطوة جريئة وملهمة أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعداده لبناء معابد يهودية فى مصر إذا دعت الحاجة لدعم جالية يهودية.

هذا التصريح الذى أُطلق خلال مناسبة رسمية ليس مجرد كلمات عابرة بل رسالة قوية تؤكد مكانة مصر كمنارة للتسامح الديني والتعايش الثقافى فى عالم يعانى من الفرقة والصراعات.

التصريح الذى أثار نقاشات واسعة يعكس رؤية السيسى لمصر حديثة تحتضن الجميع ويرد بقوة على من يحاولون ربط هذه الخطوة الإنسانية بالقضية الفلسطينية.

مصر.. رمز التسامح عبر التاريخ

مصر بتاريخها الحضارى العريق كانت ولا تزال أرضا للتنوع والتعايش.

من الفراعنة إلى المسيحية والإسلام احتضنت مصر أديانًا وثقافات مختلفة وكانت موطنًا لجالية يهودية مزدهرة ساهمت في بناء نهضتها الاقتصادية والثقافية حتى منتصف القرن العشرين.

تصريح الرئيس السيسي يعيد إحياء هذا الإرث العظيم، مؤكدًا أن مصر ليست فقط وطنًا للمسلمين والأقباط بل هى موطن لكل من يؤمن بقيم السلام والإنسانية.

هذه الخطوة ليست جديدة على مصر التى قادت مبادرات التعايش الدينى فى السنوات الأخيرة، من ترميم الكنائس إلى بناء العاصمة الإدارية التي تضم مسجدًا وكاتدرائية رمزًا لوحدة المصريين.

السيسى بهذا التصريح يضيف فصلًا جديدًا فى مسيرة مصر نحو بناء دولة حديثة تتسع للجميع، ويؤكد أن التسامح ليس مجرد شعار، بل ممارسة يومية.

لم يخل التصريح من جدل حيث حاول البعض ربطه بالقضية الفلسطينية متهمين السيسى بالسعى إلى التطبيع أو التغاضي عن حقوق الفلسطينيين.

هذا التفسير بكل أسف يفتقر إلى الدقة ويخلط بين الدين والسياسة.

اليهودية كديانة سماوية، جزء من نسيج مصر التاريخى ودعم أى جالية يهودية محتملة لا يعنى بأى حال التخلى عن الموقف المصرى الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

مصر، تحت قيادة السيسى ظلت وستظل الداعم الأول لحقوق الشعب الفلسطينى سواء من خلال الوساطة فى المفاوضات أو إعادة إعمار غزة أو فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية.

السيسى نفسه أكد مرارًا أن مصر لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية وتصريحه عن المعابد اليهودية يعكس التزامًا بحقوق الإنسان داخل الحدود المصرية وليس تنازلاً سياسيًا.

من يربط بين الاثنين يغفل عن حقيقة أن التسامح الدينى هو قوة مصر وليس نقطة ضعف. احتضان التنوع الدينى يعزز مكانة مصر كقائدة إقليمية ولا ينتقص من مواقفها العروبية الراسخة.

مصر تلهم العالم

على الصعيد الدولى يعد تصريح السيسى بمثابة رسالة ملهمة إلى العالم.

فى وقت تشهد فيه المنطقة صراعات طائفية ودينية تقدم مصر نموذجًا فريدًا للتعايش والاستقرار.

هذا التصريح يعزز صورة مصر كدولة منفتحة مما يجذب الاستثمارات والسياحة الثقافية، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالتراث اليهودى المصرى مثل معبد بن عزرا التاريخى وغيره من المواقع الأثرية.

أكثر من ذلك التصريح قد يشجع أفرادًا من الجالية اليهودية المصرية الذين غادروا البلاد فى السابق على العودة أو إعادة الارتباط بوطنهم الأم مما يعزز من التنوع الثقافى ويثري النسيج الاجتماعى.

هذه الخطوة تؤكد أن مصر، تحت قيادة السيسى لا تخشى اتخاذ قرارات جريئة تعكس قيمها الإنسانية حتى لو أثارت جدلاً.

تصريح السيسى ليس مجرد إعلان عن بناء معابد، بل هو إعلان عن رؤية لمصر المستقبل: مصر قوية بتاريخها منفتحة على العالم ومتمسكة بقيم العدالة والمساواة.

هذه الخطوة تعزز الوحدة الوطنية وترد على المشككين الذين يحاولون تصوير مصر كدولة متشددة. إن احتضان التنوع الديني هو دليل على قوة مصر وليس العكس.

فى مواجهة الجدل يظل السيسى ثابتًا فى رؤيته لبناء دولة حديثة تحترم الجميع.

تصريحه هو دعوة للمصريين للتفكير بشمولية أكبر فى هويتهم الوطنية وللعالم للاقتداء بنموذج مصر فى التسامح.

إن بناء معابد يهودية إذا تطلب الأمر، سيكون رمزًا لمصر التى لا تخاف من المستقبل، وتظل دائمًا أرضًا للسلام والإنسانية.

كاتب المقال: مصرى يؤمن بمصر المتسامحة والقوية وعاشق لتراب هذا الوطن الحبيب

شاهد أيضاً

خير أجناد الارض وما سوف يحققونة من أفعال لا تخطر على بال البشر

  بقلم/أيمن بحر    هكذا تكون الأمور عندما تنهار الدول فتكون الذئاب المسعورة على أهب …