أخبار عاجلة

كبسولات نفسية

#كبسولات_نفسية

#الصحفي_عمرو_مصباح

#عمرو_مصباح

#غادة_حجاج

#الدكتورة_غادة_حجاج

كتبت :د/غادة حجاج

تم النشر بواسطة:عمرو مصباح

“التنمر الإلكتروني”: سلاح خفي ينهي حياة الأبرياء قبل أن يبدأوا”

التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسدياً أو نفسياً، ويحدث عادة بين الأفراد الذين توجد بينهم اختلافات في القوة أو النفوذ، مثل الأطفال في المدرسة أو عبر الإنترنت. قد يتخذ التنمر أشكالاً مختلفة، مثل الضرب أو السخرية أو التهديد أو الاستبعاد من المجموعة، وحتى نشر الشائعات. في السنوات الأخيرة، أصبح التنمر الإلكتروني أحد أخطر الأنواع بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح للمتنمرين بمهاجمة ضحاياهم في أي وقت ومكان.

 

**آثار التنمر على الصحة النفسية للأطفال**

عندما يتعرض الطفل للتنمر بشكل مستمر، يشعر بالعجز والخوف، وقد يفقد الثقة في نفسه وفي من حوله. تبدأ مشاعر الوحدة والاكتئاب في التراكم، خاصة إذا لم يجد الدعم الكافي من الأسرة أو المدرسة. في بعض الحالات، قد يؤدي التنمر إلى اضطرابات نفسية خطيرة، مثل القلق المزمن أو الأفكار الانتحارية.

 

**العلاقة بين التنمر والانتحار**

لا يجب الاستهانة بتأثير التنمر على نفسية الطفل. فالكلمات الجارحة أو الإهانات المتكررة قد تُشعره بأن حياته لا قيمة لها، أو أنه عبء على الآخرين. مع الوقت، قد يلجأ بعض الأطفال إلى إيذاء أنفسهم كمحاولة للهروب من الألم، وفي أسوأ الحالات، قد يفكرون في الانتحار. تظهر الدراسات أن ضحايا التنمر أكثر عرضة لمحاولات الانتحار مقارنة بغيرهم، لأنهم يفقدون الأمل في التغيير أو تحسن الوضع. فالتنمر إذا كان له مسمي اخر فسوف اسميه “القاتل الصامت”

 

**لماذا لا يطلب الأطفال المساعدة؟**

كثير من الأطفال لا يخبرون أحداً عن تعرضهم للتنمر بسبب الخوف من رد فعل المتنمرين، أو الشعور بالخجل، أو اعتقادهم أن الكبار لن يفهموا معاناتهم. أحياناً، يعتقد الطفل أن المشكلة ستنتهي إذا صمت، لكن الصمت يزيد الوضع سوءاً.

 

**كيف يمكن منع هذه المأساة؟**

1. **التوعية**: يجب تعليم الأطفال منذ الصغر احترام الآخرين وعدم السكوت عن التنمر.

2. **دور المدرسة**: على المدرسين مراقبة التفاعلات بين الطلاب وتنظيم برامج لمكافحة التنمر.

3. **دور الأهل**: التواصل اليومي مع الطفل وملاحظة أي تغيير في سلوكه، مثل الانطواء أو فقدان الشهية.

4. **تقديم الدعم النفسي**: تشجيع الطفل على التحدث دون خوف، وطلب المساعدة من مختصين إذا لزم الأمر.

 

**الخلاصة**

التنمر ليس مجرد “مشكلة طفولة عابرة”، بل هو قضية خطيرة تهدد حياة الضحايا. عندما لا يتم مواجهته، قد تتحول المعاناة إلى قرار انتحاري ينهي حياة طفل بريء. لذلك، يجب أن يعمل الجميع—أهل، مدرسون، ومجتمع—على حماية الأطفال وبناء بيئة آمنة يشعرون فيها بأنهم محط تقدير ورعاية. الحياة ثمينة، ولا ينبغي لأي طفل أن يفقدها بسبب تنمر شخص آخر.

شاهد أيضاً

الرؤية الضبابية

الرؤية الضبابية بقلم ياسر منيسي مما لا شك فيه أن عدم الوضوح والشفافية في تناول …