أخبار عاجلة

 ️للأقلام بكاء 

 ️للأقلام بكاء 
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
_ و بكاء قلمي حزن المقدس:
__ القيمة والفرق مابين :
__البكاء العقائدي والديني والمقاصدي:
__والبكاء الدنيوي العبثي المادي:
__ياسيدات وياسادة وياإخواني الكرام حالنا الإيماني وواقعنا الفكري والثقافي يفرق ويميز مابين أحزاننا وأحزانهم واهدافنا وأهدافهم حتي فيما يخص الحزن والبكاء بين من ومن إدن بين دالك الغرب الكافر والمعلمن ومابين هادا العالم الإسلامي رغم انه صار عالما إسلاميا متاسلم جسدا بلا روح وقشورا دون لب وجوهر فصار العالم الإسلامي بكل هناته بناء علي هدا لايسر حبيبا ولاصديقا يرثي له وتكتب في حقه البكائيات والمراثي حتي حار الأطباء والفهماء والحكماء في تشخيص دائه فمابالك بتشخيص الدواء إدن فمابين هاته الطامة المتأسلمة وتلك الماجنة والملحدة المحاربة لدين توجد وتتواجد أقلام حرة وأصيلة تبكي وتأن في صمت وتعاني وتقاسي الأمرين وتصطلي بالنارين ولايعجبها الوضع والأمر وماألت إليه الأمور وماتصرفت فيه الدهور في هدا العالم الذي يسير بخطي متسارعة وبسرعة جنونية نحو الهلاك والدمار والهاوية وليس له منقد وليس له منجد بل بالعكس والضدد فكل واحد منا صار يساهم من جانبه وبأقصي جهده ومستطاعه وإستطاعته وفي كرم وجود حاتمي منقطع النضير منه في القدف والرمي بهدا العالم في الهاوية السحيقة والتي يصعب معها الخروج وإيجاد منفد ومخرج قلت بين أولئك وهؤلاء توجد فئة قليلة عزيزة أقلامها حرة أصولها تحمل هم هدا الكون وهدا المعمور تبكي بكاء خاصا وحارقا مليئا حد الثخمة وحد الفيضان بالمثل والقيم والمعاني السامية التي تدافع وتنافح عنها وتكافح وتسعى لتجسيدها وتطبيقها علي أرض الواقع والميدان المليئ بالجروح والخدوش والكسور الصعبة الشفاء والجبر والإنجبار فالعالم دخل في حالة ميئوس منها بل دخل إلي حالة الوفاة السريرية التي لم تنفع معها تلك الصدمات الكهربائية قلت تلك الطائفة والفئة بكائهم خاص يعكس ويمثل خصوصيتهم وشخصيتهم الفدة والمتفردة وتميزهم الحضاري وإستقلالهم وحريتهم لكن بكاء القلم الحر المثقف الغربي ليس هو بكاء هدا القلم الحر الإسلامي لما بينهم من فروق وخصائص وخصوصيات فشتان مابين دالك وهدا فدالك بكائه أني ضرفي ومقيد ببواعث مادية صرفة وأما هدا القلم الحر الإسلامي فبكائه عقائدي ديني شرعي وجودي مقاصدي فهو قلمه خاضع ومرصود وموهوب لخدمة الدين والدفاع عن بيضته ومقدساته وحياضه والدود عن نبيه وعن حماه ومن بين هاته الأقلام الحرة والأصيلة علي ندرتها وعلي قلتها يوجد هدا القلم المتواضع الدي يوجد بين يدي والذي دموعه التي يكتب ويسطر ويعبر بها عن بكائه وسخطه وعدم رضاه عن واقعه وحال دينه وواقع إسلامه هي مداده الدي يسيل منه بكثرة وغزارة كأنه نهر وثيار جارف والدي لم أستطع ولاأستطيع إيقافه وكفه فهو ضل دائما صابرا ومصطبرا كما هي عادته فقد كان يحبس دموعه حينا ويجففها حينا أخر كان يبكي بعمق وبحرقة وبصمت ودون صخب ودون ضجيج ودون إعلان كنت دائما أسكنه وأهون عليه وأقول له ستنصلح وستنعدل وستستقيم الأمور والأحوال في شبه حوار بيني وبين قلمي الحر الأصيل لكنني تعبث من كل هدا الأمر ومن هاته المهمة الشاقة والصعبة فقررت وإتخدت قرارا تاريخيا ومصيريا في حياتي بأن أتركه يعبر ويبوح عن مكنوناته وخباياه وعن مايعتمل ويصطك ويصطرخ ومايضطرب بداخله لأري ماهي طموحاته وأهدافه وإنشغالاته وقضاياه التي ينافح ويستميث في الدفاع عنها فقررت أن لا أكون معه مستبدا عسوفا ولا متسلطا ولاقامعا للحريات وقلت لنفسي من اليوم فصاعدا لن أمارس عليه دور الرقابة ولن أدخله لمحاكم التفتيش ولن أصادر رأيه وفكره وحريته فتركته وأطلقت له العنان كي يمارس ويبدع ويسطع ببكائه الفكري والثقافي والمعرفي أليس البكاء أحيانا يعني ويرمز ويكون عنوانا للرقي والحضارة فالبكاء كما هو معروف ومعلوم ومتعارف عليه هو حالة تعتري وتعتلي الإنسان بأسباب ولأسباب متعددة ومختلفة ومتنوعة قد حار الفقهاء والعلماء في تحديد كنهه وجوهره وطبيعته ومنطلقه فهو حالة عصية وصعبة الفهم والإدراك وحالات البكاء تتعدد تعدد ألوان الطيف وكما أسلفنا فالبكاء لايأتي فقط من شدة الألم والضلم والقهر والعسف والعدوان وماإلي دالك بل يأتي وللغرابة والدهشة أحيانا من شدة الفرح والسرور فبكاء الإنسان يختلف ويتعدد بحسب ثقافته وبحسب وضعه وحالته الإجتماعية وكدالك بحسب خلفيته ومعاناته وإرهاصاته النفسية وبحسب إنتمائاته الطائفية والمدهبية والدينية وكدالك بحسب عمق وسمو وعلو روحه ودرجته المعرفية والعقائدية والإيمانية فلكل واحد منطلقه ومنطلقاته البكائية أما هدا القلم الحر الأصيل الدي بين يدي وبين أناملي فبكائه ديني عقائدي تشخيصي وتأملي موجوع و مصاب في مقتل ومحطم عن بكرة أبيه بسبب ماوصلت وبسبب ماإستحال إليه حال وواقع الأمة يبكي بحرقة وبصياح وبصراخ وبصخب إستثنائي وبعنف أحيانا لماذا لشدة مايعرف ولهول مايعلم ولعمق مايفهم ولأنه حر أصيل وغير مستعبد ولأن دمته ليست قابلة للمزايدات ولا للبيع وليست سلعة مسلعة موضوعة ومركونة في سوق المزايدات هذا القلم الحر الأصيل يدمع لأن العالم كائن وساكن ومستوطن في قلبه ولأن فكره منشغل ومهموم بحال ومأل ومصير العالم لمعرفته الحقة به وبشؤونه وواقعه وقضاياه فالرسول صل الله عليه وسلم والذي هو سيد البكائين والدي هو قدوتنا وفخرنا ومنبع عزنا وديننا كان هدا هو حاله وهديه وسيرته فهو كان صل الله عليه وسلم دائم التفكير والتذبر والنضر والحزن والبكاء كدالك علي أمته وعلي البشرية جمعاء فقد كانت عينه تدمع وتسيل ودائمة الجريان على خده كأنها ثيار جارف رحمة ورأفة وتفكيرا وتدبرا لحال ومئال ومصير أمته فقال وهو خير وأصذق قائل صل الله عليه وسلم في حديثه المنار والنبراس (لو علمتم ماأعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وللجئتم إلي الصعداة تجئرون إلي الله ) لكننا لانعلم ولانفهم مايعلمه ومايفهمه صل الله عليه وسلم لدا فإننا في غفلة وسكرة ساهون وفي ثيه منغمسون في حياتنا المادية من قمة رؤوسنا إلي أخماص أقدامنا فالبكاء فلسفة حياة تعني السمو والفهم والإدراك والإستعلاء والهروب بالنفس من عالم المادة إلي عالم الروح وصفاء الروح والسفر بها إلي عالم الملكوت والبكاء هو أيضا إيمان وعلاقة روحانية علائقية مابين الخالق والمخلوق تدل وتعبر علي قمة الإفتقار والإنكسار والخضوع المطلق والإفتقار والحاجة الشديدة والملحة من العبد للمعبود وهاته لايقوم بها سوى الرجال وأنا أبكي تشبها وإقتداء بهم وسيرا على نهجهم ومنهجهم فالرسول وصحبه الكرام والتابعين والصالحين من هاته الأمة عرف عنهم أنهم من الشيوخ البكائين بداية بأبي بكر الصديق مرورا بعمر إبن الخطاب الدي كان له رضي الله عنه خط غائر في وجهه الطاهر الشريف من شدة وكثرة بكائه مرورا ووصولا إلي كل وجل صالحي الأمة فالبكاء في بعض الأحيان هو دليل سامي ومطلق على النبل والسمو والشهامة وعزة ورفعة النفس خصوصا عندما يكون في إتجاه الخالق سبحانه والبكاء والدعاء هما سلاح الصالحين والمثقين والبكاء هو في حد داته دعاء يستخدمه الصالحون في وجه الطغاة والعثاة والبغاة والضالمين فماأصعب وماأشنع أن يقف المضلوم أمام الضالم وعينه تدمع فليس له سلاح يقاوم ويواجه به دالك الضلم سوى تلك القطرات والعبرات التي تسيل علي خده يعبر بها عن حاله ومأله ومايحس به وما يعانيه من ضلم وقهر وعسف وبغي وعدوان فلايحتاج بدالك هدا المضلوم لالتخريب ولالتدمير ولالتفجير ولالكلام حتي فماأصعب وماأفضع وماأشد أن يقول المضلوم لضالم وكلت عليك رب الأرض والسماء ليقتص منك وعينه تدمع فبدالك وبناء على معرفتنا المسبقة والمحتمة والمؤكدة بأن دعوة المضلوم مجابة ومستجابة ولاترد حين دالك يصبح هدا الضالم في مواجهة وفي حرب مفتوحة مع ربه ومع خالقه فماعليه سوى أن ينتظر القصاص والإقتصاص وعليه أن ينتظر كيف ومتي سيأخده الله اخد عزيز مقتدر لأن أخده أليم شديد ولأنه يمهل ولايهمل فالحدر الحدر فالأمر جلل لمن به خلل وزلل:
فأللهم لاتجعلنا ضالين ولا مضلين ولاتجعلنا فتانين ولا مفتونين ولاتجعلنا زالين ولا مزلين ولاتجعلنا ضالمين ولا مضلومين واخرجنا من الدنيا سالمين فإنا إليك راجعون سائرون
أمين يارب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و على اله وصحبه اجمعين ومن ولاه إلي يوم البعث و الدين
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

شاهد أيضاً

صراخ المندرين

صراخ المندرين كتب سمير ألحيان إبن الحسين ما أشبه الأمس باليوم : — (إِنِّي آمَنتُ …