أخبار عاجلة

️العض على الجمر من أجل الحق المر

️العض على الجمر من أجل الحق المر
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__️صمود الدعاة :
— نعم للفطنة ولا للفتنة :
سمعته يقول سأعتزل الناس ، وأحيا بعيدا عنهم کی أریح وأستريح ! إن لغط الناس وسعيهم وأملهم ولغوبهم يثير الضجر والمقت ! بل إنه يضع حجابا على بصری و بصیرتی فلا أكاد أرى وجه ربي ! ولا أكاد أشعر بلذة المناجاة والتأمل ..
قلت له أما أنك ستريح وتستريح فهذا حق ، ولكنك ستريح الشيطان وتستريح من مقاومته ، وتتركه يؤدي رسالته دون وجل !
وأما لذة المناجاة التي تنشدها فهي لذة الشاعر الذي يصوغ قصيدة رائعة يهيج بها المشاعر ضد الأعداء ، أو يثير بها الحنين لإسترجاع المجد المفقود ، ثم تبقى عنده قصيدته ؛ لأنه لم يجد لها ناشرا !.
أخشى ياصاحبي أن يكون فرارك من المجتمع فرارا من الزحف ، ونکوصا عن الجهاد …!.
إن العبادة الحقيقية لله أن تحرس الفطرة الإنسانية ، وأن تشتبك في حرب دائمة مع البيئة التي تريد تشويهها أو تغييرها ! أنت تعرف أن كل مولود يولد على الفطرة ، أي على حقائق الإسلام ، وأن التقاليد الفاسدة والعقائد الزائفة هي التي تتلقفها الأجيال الناشئة وتنحرف بها يمنة ويسرة بعيدا عن الصراط المستقيم .. فكيف تترك المجتمعات يستقر فيها الباطل ؟ ويتلاشى منها الحق ؟ ويحل الخنا محل الطهر ! والكفر مكان الإيمان ، والجور بدل العدالة ؟
ما يجوز أبدا الانسحاب من الميدان فيخلو الجو للشيطان .
قال طالما زرعنا ، فإما أغار الجراد على الحرث فالتهمه ، وإما أغار عليه اللصوص بعد نضجه فانتهبوه ! ماذا نصنع ؟!.
وخلال الحديث اقتربنا من سيارة تخرج من محطتها لامعة الإطارات والهيكل . فقلت لصاحبي ضاحكا: «ما أشبه حياتنا بهاته السيارة ! إن وظيفتها الركض الدائم بين المدن والقرى ، والتعرض للغبار والأوحال ، والاصطدام أحيانا ! إنها تعود إلى البيت للتنظيف والاستراحة القليلة أو الطويلة ثم تعاود الخروج لاستئناف الركض في دروب الأرض ! وإلا فقدت وظيفتها.
إن عبارة القرآن الكريم في وصف حياتنا توحي بهذا العناء : { يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}.
ويعجبني قول شوقی:
( قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدةوجهاد. )
وكذلك قول المهلهل :
( ولست بخالع درعي وسيفي إلى أن يخلع الليل النهار..! )

شاهد أيضاً

الوعي مرض المثقفين 

الوعي مرض المثقفين  كتب سمير ألحيان إبن الحسين محنة العقل في ضل أزمة الوعي العربي …