أخبار عاجلة

يسحبك الليل

يسحبك الليل

بقلم /  جاسم العبيدي

لماذا تكور وجهي على الباب
لانك تدري بأن المسافات تجتاز جرحي
وأن المراسي قد أقلعت
فلا الأرض أرضي التي حملتني
ولا الماء يوقف تلك المراكب عند الرحيل
أتمضين
بيني وبين اغتيالي هموم
وها أن جرحي يجردني من ثيابي
فتنئين عني
وأهرب نحو التسكع
من يستعير من الغيب وجه المدينة
بسمتها والبكاء
لنبدأ بالإنشطار
وأنا في الطريق إليك
أزرع خوفي على باب وجهك
أسرق دمعك من مقلتيك
ينفرط الحزن عندي
وتبقين آنيتي
أين أنت إذا ؟
هاهنا الان يكمن وجهك
لا تكتمي الحب
هذا المساء يطيح بأوجاعه في ردائي
وأنت التي كفلتها الليالي
بؤسها بين أوجاع قلبي ووجدي
وأنت التي أستجير بها
ثم تاوي الى خيمتي
تحتمي بانبهاري
أنت التي أسفر الغيب عنها
كحزني الذي لن يغيب
تعبر الكلمات نابضة
في جسدي
ثم تعرى
أيا أيها البوح
من يسرق النجمة المستقرة
في جسد الليل
من يشتري عريها
ويكتب ما ترتاي
تعالي نراقص ظلي وظلك
ذراعاي تمتد مابين شوقي وشوقك
نلصق أجسادنا
ذراعيك تمتد نحوي
خذي لعنة الجسد
البوح
إنه الآن يكتب وحدته في الفراغ
وينسف شوق الجسد
يمر بك الليل
تمضين مثل القصائد في دفتري
كلمات تشظت على شاطيء البحر
مهرا لعينيك
مثل المراكب تسحب للموج مرساتها
وتبقين خلف المسافات باحثة
في هجعة الليل
هذا السكون يطوقني
في غرفة النوم تأتين ساحرة
بين الفراش
اتكأت وبين الجسد
ألا تمسحين شفاهك من أثر الروج
تقولين :أنت اخترقت مسائي
أحرقتني
كم من الوقت تمنحني
لتدخل عالم روحي
أنا المستبد
ألست الشفاه التي عذبتني طويلا
تعالي نحاكي مرافئنا
تعالي نغازل أنفسنا بالحكايات
نعطر بالبوح ذاك الجسد
تعالي نبوح بأسرارنا
نغطي براءاتنا بالمواثيق
بكل المواني في هدأة البحر
نمضي إلى ما يشاء القدر
تعالي
لنعرف بعضا
نعرف أنفسنا بعضها
نبل الشفاه بعطر المطر
تعالي نسيح بأيامنا في الصحارى البعيدة
هنالك حيث نلملم بعضا
ونلتف مثل الثعابين
نحتضن الفجر غب السمر
وفي الليل تلتم جذوة أرواحنا
بين أشواقها والسفر
سأنقش بين الحجارة
إسمي وإسمك
ما بين فك الصخر
سأكتب ماقد يكبل فينا التلاقي
وندفع للموج عري الشجر
بأي المزاريب ينفجر الليل
يمحو على مقلتيك السهر
ألا ينتهي ليلنا المستعر
وتبقين أنت مرتقة الثوب
يسحبك الليل لي
لأني وحيد
سأسرق شمسك من حاجبيك
وعند المرايا سأنشر حرفا
على سود عينيك
أكتب فيه ابتهالي
لكي أحضن الليل في مقلتيك
متى تستقر المراكب
وتبقين أنت على موجها
تسكرين بألحانها
وفيك الأغاني تمر
أي صوت يعيد الأغاني القديمة
أي صوت يجر من الليل أوجاعنا
ترتدينا المسافات شوقا
لأرض تخيم فينا
دعيها تفك الطلاسم
عن كل حرف
وتبقين أنت الحروف
التي تحمل الروح
أسوارها في السفر
لماذا نفكر بالخوف
يجري بأعماقنا
لماذا ؟
لأنا عشيقين تحرس أنفاسنا
ملائكة الله
ينعشنا الشوق
لا يعترينا ضجر
لماذا تكور وجهي على الباب
لأنك تدري بأن اللقاءات كر وفر

شاهد أيضاً

اهتمامك بيضايقنى

بقلم الصحفية / سماح عبدالغنى  اهتمامك بيضايقنى روحى وابعدى وسيببينى  لما أبقى فاضى لكى أبقى …