” يراعة الحنين ”
بقلم الأستاذة : سمية شرحبيل
يوم تنهشني يراعة الحنين . و يلتهم كبدي ظمأ الشوق
و أحلام السنين .
أتهادى إلى صورك المخزنة في دولاب الذكريات .
أغرق في دروب التيه و رموس القسمات و وهج الإشارات .
أتلمس ثغرك الباسم المتألق المتأنق فيغطسني سيل الإتيان و يغمسني لج الرغبات .
أهمس للحظك المشرق المتدفق بالشعور المنهمر بالحبور .
أرتجي منه انتشالي من متاهة الأعوام و ترهات الأوهام .
أن يسرقني لفترات . أن يغمرني بدفء اللحظات .
أن يشعل فتيل الوجد ، أن يذكي لهيب الوصل الذي قضى ببرد البعد و قر العثرات .
تتراقص نبضات اللب في وجل . تتوقف لحظة تتمايل في عجل . تتحايل لتجلو عن بصري غشاوة السنين . يتوقف مني الوتين و أصرخ مدوية بإيقاع يغلفه الأنين .
أتهاوى لألم شتاتي المتآكل العالق في ربقة المنون . تصيبني لوثة الجنون يتسرب من مآقي الهتون .
ينهمر كالزبد المتراكم على ضفاف الجفون .
تتلمس راحتاي قطرات من زفير متماد في الهدير .
تناظر مقلتاي خط الرحيل . اتمادى بنفس ذليل ، أتلمس كنه السبيل .
تدركني لمسة حانية من قدر معلوم ، تلفحني نفحة من عليل . فأصحو و أهفو و أبذل الظعن نحو رابية الحياة .
أملي ناظراي بقسامة الوجود ، أخطو الخطو ضاربة عرض الحدود غير آبهة بفخامة البنود و ضخامة السدود .
أتطلع للاتي بإجلال فيتراءى لي ألق جلي الإكتمال .
أسير و أسير و أكد في المسير .
فلا زال من العمر رونق كثير و تدفق غزير
بهي الشعور منقطع النظير ..
لازال في الحياة الكثير من البهاء ليعاش …