أخبار عاجلة

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان

وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان

بقلم/السيد شحاتة

لقد خلقنا المولى عز وجل نحن بني البشر بطبيعة خاصة عن باقي المخلوقات الأخرى

وبين الله تعالى للإنسان أن هناك طريقين كل منهما على النقيض من الآخر وترك الخيار لك أيها الإنسان لتسلك أيا منهما طريق الخير وطريق الشر كما بين لنا المولي عز وجل لكل طريق ماله وماعليه

فطريق الشر سهل ميسور علي من سولت له نفسه وزين له الشيطان أعماله ونهايته نار جهنم وبئس المصير والعياذ بالله

أما طريق الخير فقد يكون طويلا وشاقا ولكنه اختبار من الله لك وقياس مدى صبرك ورضاك على ماأنت فيه ونهايته الخير في الدنيا والآخرة

فقد جعل طريق الخير منازل ودرجات أولهما أن نسلم لله ولانشرك به شيئا وأفضل طرق الخير طريق الإيمان فإذا مازاد إيمان الإنسان منا وصل إلي درجة الإحسان

وهنا نجد الله رتب أحسن الجزاء على الإحسان حيث قال سبحانه وتعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
وفي موضع آخر (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)

بل هناك من النصوص القرآنية العديدة الواضحة على محبة الله للمحسنين (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ورتب أحسن الثواب في الدنيا والآخرة مصداقا لقوله تعالى (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين)

والإحسان من أعلى درجات الإيمان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي أن تكون عبادتك ايها المسلم هي إستشعار مراقبة الله وحضور قوي في القلب حيث لايبلغ الإنسان مرتبة ومنزلة الإحسان إلا بعد سلوكه درب العزة والكرامة فيطمئن قلبه بالإيمان التي يستشعر فيها القرب من الله

والإحسان ليس مرتبطا بالعبادة فقط بل لجميع مخلوقات الله سواء إنسان أو حيوان أو نبات فهو أعلى منازل العبودية وأفضلها فقد يكون الإحسان الي الزوجة والأولاد وذوي الأرحام وكذلك الإحسان إلي الجار والإحسان الى الحيوان والإحسان في العمل وكذلك تذكير النفس بيوم الحساب بمعني أن نراقب الله في كل ما نقوم به من أفعال وأقوال

فبالإحسان نشتري الحب ونخطب الود ونكسب النفوس ونهيمن على القلوب وهو عطاء بلا حدود وبذل بلا تردد فإذا كانت هذه للإنسان فكيف سيكون إحسان الله علينا ؟

فهل سأل أحدنا نفسه سؤالا هل أنا من المحسنين؟
ولمعرفة ذلك هل نحن نعيش علي هذه الأرض بصفاء القلوب ونقاء النفوس وهل نحن مطمئنوا القلوب لكل مايحدث لنا في دنيا نعيشها فلا نحزن على مافاتنا ولم ندركه وهل كل غايتنا هي رضا الله تعالى وهل نرى الله فيما نقوم به أو نتفوه به وهل نسامح من أساء إلينا ونعفو عمن ظلمنا وهل نحن قانعين بما في أيدينا ولانطمع لما في أيدي الناس ؟

إذا كنا كذلك فنحن باذن الله محسنون وينتظرنا ثواب ومكافأة الله تعالى على ذلك

فكن أيها الإنسان محسنا فأنت اليوم قادر على ذلك وغدا قد تكون عاجزا فاستغل ما أنت فيه من نعمة في نفع العباد والإحسان إليهم فهو سبب أيضا من صلاح الذرية

فأصلحو قلوبكم وأروا الله من أنفسكم خيرا فإن العمر قصير والدنيا زائلة وإننا جميعا موقوفون بين يدي الله ومسؤولون عن أعمالنا ومجزيون عليها

اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان والإحسان اليك

شاهد أيضاً

الوعي مرض المثقفين 

الوعي مرض المثقفين  كتب سمير ألحيان إبن الحسين محنة العقل في ضل أزمة الوعي العربي …