أخبار عاجلة

ونذر الظالمين فيها جثيا

ونذر الظالمين فيها جثيا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن يوم القيامة وأهوال يوم القيامة، فاتقوا الله عباد الله، وإستقيموا على الصراط المستقيم فإن الناس يوم القيامة يعبرون على الصراط على قدر أعمالهم، فمنهم السريع ومنهم البطيء على حسب سيرهم على صراط الله المستقيم في هذه الدنيا، فمن كان مستقيما على الصراط في هذه الدنيا مسابقا إلى الخيرات.
كان مستقيما على صراط الآخرة سابقا فيه، ومن كان دون ذلك كان دون ذلك، وربما يمر بعض الناس به فيلقى في جهنم ويعذب فيها بقدر عمله ثم ينجو فسير العبد على الصراط كعمله جزاء وفاقا، فمن أراد النجاة فلينجو من الآن قبل أن يندم حين فوات الأوان بتحقيق التوحيد والإيمان وتقوى الله والمبادرة بالتوبة النصوح ومجانبة الظلم حيث قال تعالى ” ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ” واعلموا أنه دلت الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة على أن الناس بعدما يقرّ المؤمنون بأعمالهم، ويناقش الكافرون ويقرعون ويبكتون على ظلمهم وإجرامهم فيتحقق الحساب، وبعد ذلك تنشر الدواوين وتبسط حيث قال تعالى ” وإذا الصحف نشرت ” فهناك آخذ كتابه بيمينه، وهناك آخذ كتابه بشماله من وراء ظهره، وبعد الحساب والموقف العصيب.
يأتي مشهد رهيب وموطن عجيب فتنصب الموازين لوزن هذه الأعمال والصحف التي أُخذت ونشرت، فمن راجح عمله في الميزان، ومن مرجوح في الميزان، نسأل الله الإعانة والنجاة، ويقول الإمام القرطبي رحمه الله إذا إنقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال، لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة، فإن المحاسبة لتقدير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها، ليكون الجزاء بحسبها، والموازين يضعها الله لتوزن فيها أعمال العباد، وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالميزان، وأنه ميزان حقيقي له كفتان، وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة، ولا يعلم كيفيته إلا الله تعالى، خلافا للمعتزلة القائلين بأنه العدل فهو مجازي لا حقيقي، وفي شرح العقيدة الطحاوية المشهورة ” والذى دلت عليه السنة أن الميزان الذى توزن به الأعمال يوم القيامة،
له كفتان حسيتان مشاهدتان” والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة والإجماع على ذلك، فقال الإمام الألباني رحمه الله ” والأحاديث في ذلك متضافرة، إن لم تكن متواترة ” وقد ذكر في القرآن الكريم مجموعا وفي السنة مجموعا ومفردا، فقيل أنه ميزان واحد، وجمع بإعتبار الموزون، وقيل متعدد بحسب الأمم، أو الأفراد، أو الأعمال لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعا، وأما إفراده في الحديث فبإعتبار الجنس، وكلا الأمرين محتمل والراجح من أقول أهل العلم أن الميزان يوم القيامة ميزان واحد، أما الجمع في الآية الكريمة ” ونضع الموازين ” بإعتبار تعدد الأوزان أو الموزون، لأن الميزان يوزن فيه أشياء كثيرة، والله أعلم، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يعيذنا من النار، وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

شاهد أيضاً

مصطفى بكري لـ”الحكومة”: ابعدوا عن أي حاجة تحدث انقساما مجتمعيا نحن في غنى عنه

كتب: أحمد عبد الحميد   عبَّر الإعلامي مصطفى بكري عن سعادته بالصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل قائلاً: …