يكتب : عمر حمدي الكناني
منذ عدة أيام ، وتحديداً في يوم الجمعة الموافق ١٣ يونيه ٢٠٢٥م قامت إسرائيل بشن هجومٍ مفاجئ عليٰ إيران ، في عملية أسمتها إسرائيل “الأسد الصاعد” ، حين إستهدفت العديد من المقرات العسكرية والمنشآت النووية بالإضافة إلىٰ إغتيال عدد كبير من العلماء النووين المهمين ، وإحداث دمار ببعض المباني المدنية والبنيٰ التحتية ، ووصلت حصيلة الضحايا إليٰ عشرات القتلي ومئات الجرحيٰ ..
وحين إستفاقت إيران من صدمتها ، قامت بالرد عليٰ إسرائيل عن طريق عملية أسمتها “الوعد الصادق ٣” ، حيث أطلقت المئات من الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة ، وإستهدفت فيها العديد من المقرات العسكرية والأماكن الإستراتيجية والإستخبارية الحساسة والكثير من مراكز الثقل الأمني الإسرائيلية بشكل عام ، وأحدثت دماراً واسعاً وكبيراً في بعض المباني والمُنشآت والبنيٰ التحتية ، بلغ مبلغاً كبيراً ، ويدل عليٰ ذلك ما قاله “دوغلاس ماكغريغور” ، وهو عقيد ومستشار سابق للبنتاغون في أمريكاً ، حين قال : “يخفون عليكم الحقيقة ، وثلث تل أبيب تدمر” ، ووصل عدد الضحايا إليٰ عشرات القتلي ومئات الجرحىٰ ؛ وأصبح هناك المئات من حالات الهجرة العكسية إليٰ خارج إسرائيل وبدأ يشكل ذلك خطراً وجودياً عليٰ إسرائيل ..
وبعدما إستمرت تلك الحرب لأكثر من أسبوع ، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بقصف المواقع النووية الإيرانية الهامة بالعديد من القنابل الخارقة للتحصينات ، وقال بعدها الرئيس الأمريكي متباهياً : بأنه دمر قدرات إيران النووية ..
ولكن نفت طهران هذا الأمر ، وقالت بأن مفاعلاتها النووية قابلة لإعادة التشغيل ، وبأن اليورانيوم المخصب قد تم نقله لمكان آمن قبل الهجوم ؛ وقامت بعد ذلك بقصف قاعدة العديد العسكرية الأمريكية ، الموجودة في قطر كرد عليٰ الهجوم الأمريكي ..
وبينما إنتظر العالم التصعيد من الجانبين ، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح مفاجئ ومثير حين صرح بأنه قد جريٰ إتفاق تام عليٰ وقف إطلاق نار كامل وشامل بين إيران وإسرائيل ، وبأن كلا الطرفين أخبراه بالموافقة وبعدم مواصلة الهجمات ..
وفي حالة دُخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وإنتهاء الحرب ، يبدو لنا واضحاً جلياً أن كلا الطرفين حققا إنتصارات بشكلٍ أو بآخر ، ولكنهما تكبلا الكثير من الخسائر التي لا يستهان بها .. غير أن كفة إيران أرجح بالنسبة للكثيرين ..
فنريٰ أن إسرائيل لم تنجح في تدمير قدرات إيران النووية ، ولم تنجح في إسقاط النظام الإيراني ؛ وجل ما نجحت فيه هو التدمير لبعض الأماكن ، وإغتيال بعض القادة العسكريين والعلماء النوويين المهمين ، والذين من الممكن تعويضهم بآخرين ..
بينما إيران أثبتت أنها تمتلك ترسانة عسكرية لا يستهان بها ، وبأنها قادرة عليٰ إحداث الضرر بإسرائيل وإيلامها وإرعاب الإسرائيليين وإجبارهم عليٰ الهروب إليٰ الملاجئ ، أو إليٰ خارج فلسطين المحتلة ، ولكنها لم تنجح في إسقاط النظام السياسي في إسرائيل ، وأيضاً فقد تم الكشف عن هشاشة أنظمة الدفاعات الجوية بالنسبة إليها ، وبأن عملية زرع العملاء الإسرائيليين في أراضيها ليس بالأمر الصعب ..
وسنترقب المزيد من التطورات في قادم الأيام ..