وعيك سفينة نوحك
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__نحو صناعة وعي جماعي لمعرفة قيمة الأشياء :
من المعروف والمتعارف عليه عند أولي الشأن والإختصاص هو أن العالم والواقع الإنساني المعاصر يعرف كما هائلا غير محدود وغير معروف من الأزمات والمعضلات فشل المختصون وأصحاب الشأن في تشخيصها وعدها فما بالك بوصف الدواء الناجع والشافي الفعال لها ومن بين تلك الأزمات المزمنة القاتلة لأي مجتمع كيفما كان تبرز وتضهر أزمة الوعي والإدراك بحجم الأخطار المحيطة والمحدقة بهدا الكائن البشري الجزوع الجهول الضعيف تحت أي مؤثرات وإشكالات تصيبه وتعترضه في مسار كينونته الوجودية ومن بين هاته الإشكالات والإشكالات أزمة الأولويات فلم يعد الإنسان يعرف مايقدم وما يؤخر وماهو النافع وما الضار له فإختلط عليه الحابل بالنابل ووقع في حيص بيص من أمره فيما يخص تسيير حياته ومن الأمثلة التي أريد أن اطرحها هنا لتعم الفائدة والإفادة واقدم من خلالها الإحاطة لما اريد أن افسره بقولي وقصدي والدي دبجت له هنا بهدا التدبيج الدسم إدا فسأترككم مع هدا الطبق المعرفي والثقافي الدسم الدي أتمني أن يكون خفيفا في الهضم معرفيا لديكم لكي يرتفع عندكم نسبة الوعي ولا تصابوا بالسمنة من كثرة الجهل والتجهيل المحيط بنا والدي اصابنا في مقتل وصرنا نتخبط فيه حد الثمالة فسفر معرفي شيق اتمناه لكم
إدن المال والماء و كيف نوجه المجرى لنرتوي…
بدل أن نغرق؟
فأقرب كلمة في اللغة العربية إلى المال هي الماء.
فالمال ليس مجرد أرقام تُكدس في خزائن، بل هو طاقة متدفقة. وأقرب تشبيه لهاته الطاقة في حياتنا هو الماء فهو محايد في طبيعته، لكنه يحدد مصيرنا بناءً على مساره. يروي إذا جرى في مجراه، ويهدم إذا فاض بلا ضفة، ويتلوّث إذا حُبس وركد.
إن القضية اليوم لم تعد “هل نملك مالاً كافياً؟” بل هي كيف يجري هذا الماء في حياتنا؟ وبأي
عقلية نتحكم في صمامات تدفقه؟
قسمة الموضوع والطرح إلي محاور
إليكم المحور الأول: فقر الأرقام الغنية
نعيش اليوم تحت هيمنة ثقافة تهتف بسؤال واحد كم هو دخلك؟ كم ربحت؟
لكن التجربة القاسية تكشف مفارقة: الكثيرون تصعد أرقامهم المالية، بينما تهبط جودة حياتهم. هنا يكمن التحول الخطير:
حين يصبح همُّنا كم نكسب لا كيف نعيش، يتحوّل المال من نعمةٍ إلى نوعٍ جديد من الفقر.
هذا الفقر الجديد لا يُرى في الأرصدة، بل في التفاصيل الصغيرة التي تُشكّل واقعنا: بيت متوتر، أعصاب مشدودة، وقت مسروق، وعمر يمضي في مطاردة رقم يجعلنا لا نتحكّم في حياتنا، مهما بدا الدخل كبيراً.
لذا، فإن الذكاء المالي يبدأ بتبديل زاوية النظر: ليس السؤال الأهم: كم أملك؟ بل: أيُّ إنسانٍ أصبحتُ بكل ما مَلَكتُ؟
المحور الثاني : مخاطر الطوفان… استدانة من عمر الغد
إذا جرى المال بلا وعي، فإنه يتحول إلى طوفان يجرف حرية المستقبل. وهذا يظهر جلياً في فخ الدَّين الاستهلاكي.
الدَّين ليس خطأ دائمًا، لكنه يتحول إلى خطيئة كبرى حين نستخدمه لتغيير هندسة الزمن: أن نستهلك اليوم بدخل لم نجنِه بعد، وأن نبني نمط عيش يتجاوز قدرتنا الفعلية.
أخطر دَيْن لا يظهر في كشف الحساب أن نستدين حياتنا من المستقبل لنموِّل صورة اليوم.
نحن نشتري أشياء لا نحتاج إليها، فقط لنبدو كما ينتظرنا الآخرون. ننزف جزءاً من أمان المستقبل مقابل لحظة مظهر عابرة، ونوقع باسم الغد التزامات تفقده حريته قبل أن يحل.
القاعدة الحاسمة هنا: الذكاء المالي أن لا تموِّل صورة اليوم من حياة الغد.
المحور الثالث: الذكاء المالي… استثمار في الاختيار
جوهر الذكاء المالي يكمن في فهم وظيفته الحقيقية. المال ليس هدفاً يُعبد، بل أداة تخدم هدفاً نبيلاً: الحرية الإنسانية.
هل منحك المال مزيداً من الهدوء والوقت لاتخاذ القرارات الهادئة؟ أم جعلك أسير أقساط تفرض عليك خيارات لا تشبهك؟
الذكاء المالي أن تجعل المال يوسِّع اختياراتك، لا أن يضيِّق إنسانك.
إن وظيفة المال هي أن يفتح أمامك خيارات جديدة لحياتك المهنية والشخصية، لا أن يغلقها بسلسلة من القرارات غير المحسوبة.
المحور الرابع: فنّ الموازنة بين كأس اليوم وحقل الغد
كما أننا لا نسكب كل الماء في كأس واحدة، يجب أن نتعلم فنّ توزيع المال بين الحاضر والمستقبل. الحاضر له حقّه في العيش الكريم الذي لا يُطفئ الفرح، والمستقبل له حقّه في الأمان والمرونة التي تحمي من الكوارث الوجودية.
الذكاء المالي هو فنّ موازنة شيئين: ألّا تظلم حاضرك، وألّا تفرّط في مستقبلك.
من هنا، يصبح الهدف هو تحويل المعرفة المالية المتاحة للجميع إلى قرارات تشتري لك غداً أهدأ. حرية أن تقول “لا” لفرصة لا تناسب قيمك، وأن تُغير مسارك المهني دون انهيار مالي، وأن تختار نمط عيش أكثر صدقاً وأقل استعراضاً.
إن هذا الوعي ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة لحفظ توازن البيت واستقرار الإنسان في داخله.
خلاصة عملية: سؤال المجرى
قبل أن تسأل: كيف أزيد دخلي؟
جرّب أن تسأل: كيف أجعل المال يمرّ في حياتي كما يليق بالماء؟
ابدأ بمراقبة قرار واحد فقط في حياتك اليومية، واسأل نفسك بصدق: هل يتصرّف في المال “إنسان واعٍ” أم “ردّة فعل مستعجلة”؟
هناك، في الوعي بلحظة القرار، يبدأ الذكاء المالي الحقيقي. حينئذٍ، سيعود المال إلى مكانه: ماءٌ يروي دون أن يُغرِق، ويُعين دون أن يستعبِد.
وخارطة الطريق هاته تعرف بإستراتيجية تقدير المخاطر قبل وقوعها
وكل وعي وانتم بخير
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 